تستدعي التدخلات الجراحية إتخاذ بعض الاعتبارات في الحسبان لعل أبرزها سن المريض؛ إذ تشكل العمليات الجراحية تحديًا أكبر في كبار السن عنها في سن الشباب، لا سيما إذا كان التدخل الجراحي في عضو حساس مثل القلب. وهذا نفس السبب الذي يدفع بعض المرضى للتساؤل: هل عملية قسطرة القلب...
تمدد الشريان الأورطى الصدري
قبل أن نتعرف على تمدد الشريان الأورطى الصدري وأعراضه والعوامل المساعدة على حدوثه دعونا أولا نعرف ما هو الشريان الأورطي وما هي أجزائه
ما هو الشريان الأورطي وأجزائه المختلفة؟
الشريان الأورطي هو الشريان الرئيسى فى الجسم، وهو أكبر شرايين الجسم، ينشأ الشريان الأورطي من مخرج البطين الأيسر ويفصله عن القلب الصمام الأورطى الذي يسمح بمرور الدم المحمل بالأكسجين في اتجاه واحد من القلب إلى الشريان الأورطى أو الشريان الأبهر ومن ثم إلى جميع أنسجة الجسم.
اقرا ايضاً | ضيق الصمام الأورطى
ينقسم الشريان الأورطى أو الأبهر الي 4 أجزاء:
الشريان الأورطى الصدري الصاعد: (موضوع المقالة) يمتد من القلب الي قوس الشريان الأورطي ويخرج منه الشريان التاجى الأيمن والأيسر لإمداد القلب بالدم المؤكسد لتغذية عضلة القلب.
قوس الشريان الأورطي: هو القوس الواصل بين الأورطي الصاعد والأورطى النازل ويخرج منه الشرايين السباتية وهي الشرايين المسؤولة عن إمداد الرقبة والرأس بما في ذلك المخ بالدم، وشرايين أخرى مسؤولة عن امداد الذراعين بالدم.
الشريان الأورطي الصدري النازل: يمتد من قوس الشريان الى الحجاب الحاجز(الفاصل بين الصدر والبطن) ويخرج منه الشرايين مابين الضلوع أو ما تعرف بالوربية المسؤولة عن إمداد العمود الفقري والقفص الصدري بالدم.
الشريان الأورطي البطني النازل: يمتد من الحجاب الحاجز إلى البطن قبل الانقسام إلى شرايين الحوض و الساقين ويخرج منه العديد من الشرايين المسؤولة عن إمداد الدم لأعضاء الجسم الموجودة بالبطن مثل الكلى والكبد والأمعاء ……….الخ.
تمدد الشريان الأورطى الصدري الصاعد:
يتراوح القطر الطبيعي للشريان من 2 الى 4 سم، وزيادة هذا القطر عن المعدل الطبيعى يعرف بتمدد الشريان ويكون هذا التمدد اما فى الجدار بأكمله فيكون مغزلي الشكل أو ما يعرف ب (Fusiform Aneurysm) أو فى جزء من معين من جدار الشريان فيكون ما يعرف ب (ٍSaccular Aneurysm).
ويكون هذا التمدد نتيجة ضعف فى جدار الشريان للعديد من الأسباب من أهمها العامل الوراثى وتصلب الشرايين ومع وجود عوامل الخطورة المساعدة يتطور هذا الضعف الى التمدد، وقد يبقى هذا التمدد لفترة بدون أعراض ويحكم هذة طول أو قصر هذه الفترة العديد من العوامل.
وتكمن خطورة هذا التمدد الى امكانية الانسلاخ بجدار الجزء المتمدد أو الانفجار والذى قد يكون فى صورة حادة تسبب النزيف المفاجئ المهدد للحياة.
عوامل الخطورة المساعدة على تمدد الشريان الأورطى:
- إرتفاع ضغط الدم.
- تصلب الشرايين.
- التدخين.
- إرتفاع نسبة الدهون والكوليسترول بالدم.
- السمنة والبدانة.
- الصمام الأورطى المكون من شرفتين فقط (عيب وراثى).
- متلازمة مارفان الوراثية.
- بعض أمراض النسيج الضام بالجسم وعادة تكون وراثية.
- التهاب جدار الشرايين.
- مرض الزهرى.
أعراض التمدد فى الشريان الأورطى الصدري:
- قد يبقى التمدد لفترة طويلة بدون أعراض ويتم اكتشافه عند عمل فحوصات القلب الدورية.
- ترتبط الأعراض بحجم الجزء المتضخم أو المتمدد.
- ألم في أعلى الصدر والظهر ويمتد إلى الرقبة والفك السفلي.
- ضيق فى التنفس فى حال الضغط على القصبة الهوائية.
- تغير فى الصوت أو بحة فى الصوت فى حال الضغط على عصب الأحبال الصوتية.
- أعراض المضاعفات مثل النزيف أو الجلطات أو الوفاة المفاجئة.
مخاطر تضخم أو تمدد الشريان الأورطي الصدري:
- يقدر عدد الوفيات حول العالم من الأمراض المختلفة للشريان الأورطي حوالي 47000 وفاه وهو رقم كبير مقارنةً بأسباب الوفاة الأخرى مثل سرطان الثدى وحوادث الطرق.
- كما تحدثنا تكمن خطورة تمدد الشريان في احتمالية الانفجار المفاجئ و النزيف الداخلى والذى بدوره قد يسبب الوفاة المفاجئة.
- قد تحدث ترسبات للكالسيوم فى جدار الشريان المتضخم.
- تكوين جلطة في الجزء المتضخم نظرا لركود الدم به، وقد يتطاير أجزاء من هذه الجلطة لتسبب أضرار فى أجزاء الجسم المختلفة مثل جلطات الأطراف و الكلي أو المخ مسببةً ما يعرف بالسكتة الدماغية.
- الانسلاخ فى جدار الشريان نتيجة التمدد من المضاعفات الخطيرة التى قد تودى بحياة المريض.
ولذلك ينصح بالتدخل السريع لعلاج هذا التمدد فى حال وصوله للدرجة المرضية لتقليل نسبة حدوث المخاطر والمضاعفات، وقد يكون هذا التدخل جراحياً أو عن طريق القسطرة.
كيف يتم تشخيص تمدد الشريان الأورطي؟
- أشعة الصدر العادية ورسم القلب.
- الإيكو أو الموجات الصوتية.
- الأشعة المقطعية بالصبغة على الصدر.
- الأشعة المقطعية بالصبغة على الشريان الأورطى.
- الرنين المغناطيسى.
- تصوير الشريان الأورطي بالقسطرة.
علاج تمدد الشريان الأورطي الصدري الصاعد:
- في حال التمدد فى جدار الشريان والوصول للمرحلة المرضية (والتى تختلف من مريض لآخر حسب وجود بعض عوامل الخطورة) يجب التدخل بصورة عاجلة وفي حالات تمدد الشريان الأورطى الصدري الصاعد غالبا ما يكون التدخل بالجراحة على عكس الشريان النازل والذي يكون التدخل لتمدده عن طريق وضع دعامة بالقسطرة.
- العديد من عوامل الخطورة يمكن التحكم بها مثل الضغط والتدخين ونسبة الكوليسترول والوزن الزائد.
- فى حالة وجود العامل الوراثى مثل متلازمة مارفان أو عيب الصمام الأورطى يجب عمل مسح للعائلة وكذلك المتابعة الدورية للاكتشاف المبكر والتدخل في الوقت المناسب.
- العلاج الجراحي لتمدد الشريان الأورطى الصدري الصاعد يكون عن طريق استبدال الجزء المتمدد بأنبوب صناعي واعادة زرع الشرايين التاجية بها إذا لزم الأمر.
للحجز والاستعلامفي مركز الدكتور أحمد حلمي
مقالات متعلقة
هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن؟
تستدعي التدخلات الجراحية إتخاذ بعض الاعتبارات في الحسبان لعل أبرزها سن المريض؛ إذ تشكل العمليات الجراحية تحديًا أكبر في كبار السن عنها في سن الشباب، لا سيما إذا كان التدخل الجراحي في عضو حساس مثل القلب. وهذا نفس السبب الذي يدفع بعض المرضى للتساؤل: هل عملية قسطرة القلب...
ما بعد تركيب دعامات القلب وكيفية العودة للحياة الطبيعية
تركيب دعامات القلب إجراء طبي يُستخدم لعلاج انسداد الشرايين التي تغذي عضلة القلب، ويبدأ المريض بعد العملية رحلة التعافي التي تختلف مدتها وشدة أعراضها من شخص لآخر. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ما يمكن توقعه ما بعد تركيب دعامات القلب، بدءًا من مدة الشفاء وحتى الأعراض...
ما مدة علاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي عند حديثي الولادة؟
يعد ارتفاع ضغط الشريان الرئوي عند حديثي الولادة من الحالات الطبية الطارئة التي تحدث بعد فترة قصيرة من الولادة؛ لعدم انفتاح الشرايين الرئوية التي تنقل الدم إلى الرئتين ليحمل منها بالأكسجين، ما يعني نقص الأكسجين الذي يصل إلى المخ وغيره من الأعضاء وأن المولود في حالة...
0 تعليقات