يعد ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لدى حديثي الولادة من الحالات الطبية الطارئة التي تحدث بعد فترة قصيرة من الولادة؛ لعدم انفتاح الشرايين الرئوية التي تنقل الدم إلى الرئتين ليحمل منها بالأكسجين، ما يعني نقص الأكسجين الذي يصل إلى المخ وغيره من الأعضاء وأن المولود في حالة...
آليات السيطرة على ضغط الدم بالجسم
مقدمة عن ضغط الدم:
ضغط الدم هو مقياس لمدى جودة عمل نظام القلب والأوعية الدموية لدى الإنسان. نحتاج جميعًا إلى معدل ضغط دم مرتفع بدرجة كافية لتزويد أعضاء الجسم بالدم والمواد المغذية، ولكن الارتفاع الزائد أو المرضى بضغط الدم يؤدى الى تلف الأوعية الدموية.
لذلك، يجب أن يحافظ الجسم على السيطرة على ضغط الدم لإبقائه في المستوى الطبيعي. في هذه المقالة سوف نتناول الآليات التي تتحكم في ضغط الدم ، وبعض المشاكل التي يمكن أن تحدث عند فقدان السيطرة على ضغط الدم.
ما هو ضغط الدم:
ضغط الدم في الجسم هو مقياس للضغط داخل نظام القلب والأوعية الدموية أثناء دورة ضخ القلب. يتأثر بعدد كبير من المتغيرات حسب طلب الجسم. يختلف ضغط الدم لكل فرد قليلاً ويمكن أن يتغير على مدار اليوم حسب النشاط.
هناك مجموعة من قياسات ضغط الدم الطبيعية التي تعتبر مقبولة والتى يحاول الجسم الحفاظ عليها مستقرة من خلال عمليات أو آليات التوازن بين أجهزة الجسم المختلفة.
يتم قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم الرقمى، أو يدويًا باستخدام سماعة الطبيب ومقياس ضغط الدم الزئبقى. يتم إعطاؤه قيمتين (على سبيل المثال 120/80 مم زئبق) مقاسة بـ “ملليمترات من الزئبق (مم زئبق)”:
الضغط الانقباضي – الرقم الأول (120 ملم زئبق في المثال) هو ضغط الدم أثناء انقباض القلب (الانقباض).
الضغط الانبساطي – الرقم الثاني (80 مم زئبق في المثال) هو ضغط الدم عندما يكون القلب في حالة راحة بين دقات القلب (الانبساط).
كيفية حساب ضغط الدم؟
متوسط ضغط الدم الشرياني = ناتج القلب (أو كمية الدم المتدفق من القلب) × المقاومة الطرفية الكلية (فى شرايين الجسم)
لذلك ، فهذه هى العوامل التى تؤثر على ضغط الدم.
النتاج القلبي: كلما زاد النتاج القلبي، زاد حجم الدم في الأوعية وهذا يزيد الضغط في الأوعية.
المقاومة الطرفية فى الأوعية الدموية: انخفاض في قطر الأوعية يؤدي الى زيادة المقاومة بها وارتفاع ضغط الدم.
التغيرات في لزوجة الدم وطول الأوعية الدموية: يغيران أيضًا مقاومة تدفق الدم.
آليات الجسم للمحافظة على ضغط الدم فى المعدل الطبيعى:
آليات أو تنظيم قصير الأمد لضغط الدم:
يتحكم الجهاز العصبي اللاإرادي (الجهاز السمبثاوى والباراسمبثاوى) في تنظيم ضغط الدم على المدى القصير.
يتم الكشف عن التغيرات في ضغط الدم بواسطة مستقبلات الضغط. تقع هذه المستقبلات في قوس الشريان الأورطي (أكبر شريان فى الجسم وينشأ من البطين الأيسر وينقسم إلى الشريان الأورطي الصاعد و قوس الشريان الأورطي والشريان الأورطى الهابط) والجيوب السباتية الموجودة في الشرايين السباتية وهي الشرايين المسؤولة عن إمداد الرقبة والمخ بالدم.
ارتفاع ضغط الدم يؤدي زيادة الضغط الشرياني و تمدد جدار الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تنشيط مستقبلات الضغط. ثم تقوم هذه المستقبلات بإرسال إشارات إلى الجهاز العصبي اللاإرادي، والذي يعمل بدوره على تقليل معدل ضربات القلب وانقباض القلب عن طريق الإشارات العصبية الصادرة الى العصب المبهم أو العصب الحائر. (تقلل هذه الآلية من ضغط الدم).
وعلى العكس عند انخفاض الضغط الشرياني يتم كشف هذا بواسطة مستقبلات الضغط ، مما يؤدي إلى استجابة الجهاز السمبثاوى الذي يحفز زيادة معدل ضربات القلب وانقباض القلب مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم.
لا تستطيع مستقبلات الضغط تنظيم ضغط الدم على المدى الطويل. وذلك لأن الآلية التي تحفز مستقبلات الضغط تعيد ضبط نفسها بمجرد استعادة ضغط الدم إلى المستوى المناسب.
آليات أو تنظيم ضغط الدم على المدى الطويل:
هناك العديد من الآليات الفسيولوجية التي تنظم ضغط الدم على المدى الطويل، أولها:
-
نظام الرينين – أنجيوتنسين – ألدوستيرون (RAAS):
الرينين هو هرمون ببتيد تفرزه بعض الخلايا الحبيبية الخاصة في الكلى. يتم افراز هذا الهرمون استجابة لـ:
-
- التحفيز للجهاز السيمبثاوى أو ما يعرف بالتحفيز الودي.
- انخفاض معدل ملح كلوريد الصوديوم فى قنوات الكليتين.
- قلة تدفق الدم إلى الكلى.
يسهل الرينين تحويل مادة الأنجيوتنسين البدائية إلى الأنجيوتنسين 1 ثم يتم تحويله إلى الأنجيوتنسين 2 باستخدام الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE). الأنجيوتنسين 2 هو مضيق قوي للأوعية الدموية يعمل على انقباضها، كما يعمل مباشرة على الكلى لزيادة إعادة امتصاص الصوديوم في قنوات الكليتين، وأخيرا يحفز الأنجيوتنسين 2 على إفراز و إطلاق هرمون الألدوستيرون.
يعزز الألدوستيرون احتباس الملح والماء من خلال العمل على قنوات الكيتين يؤدى ذلك الى تجمع المزيد من الصوديوم والماء أو السوائل في أنسجة الكلى مما يؤدي هذا إلى انخفاض إفراز الماء (البول) وبالتالي زيادة حجم الدم وضغط الدم.
يقوم أيضًا الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) بتفكيك وتكسير مادة تسمى براديكينين وهي موسع قوي للأوعية الدموية. لذلك ، فإن تفكك البراديكينين يزيد من تأثير التضييق والانقباض بالأوعية الدموية، مما يعزز الزيادة الكلية في ضغط الدم.
-
الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH):
الآلية الثانية التي يتم من خلالها تنظيم ضغط الدم هي عن طريق الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH). يتم إنتاجه في منطقة ما فى المخ تعرف بمنطقة تحت المهاد ويتم تخزينه وإطلاقه من الغدة النخامية الخلفية. هذا عادة ما يكون استجابة للعطش أو زيادة الضغط الأسموزي في البلازما.
يوجد في الكلى ما يعرف بالقنوات المجمعة الماء أو السوائل من الدم والتي تعمل على تجميع هذه السوائل ومنع فقدانها من الجسم عن طريق البول، يعمل الهرمون المضاد لإدرار البول ADH على زيادة نفاذية هذه القنوات للماء وبالتالى يقلل خروجها مع البول وذلك يزيد من حجم الدم بالأوعية الدموية وزيادة ضغط الدم.
كما يحفز الهرمون المضاد لإدرار البول ADH إعادة امتصاص الصوديوم من قنوات الكليتين، مما يزيد من إعادة امتصاص الماء وبالتالي زيادة حجم الدم والبلازما وتقليل الأسمولية وبالتالي زيادة ضغط الدم.
-
مزيد من آليات السيطرة على ضغط الدم:
من العوامل الأخرى التي تؤثر على تنظيم ضغط الدم بالجسم على المدى الطويل هي مواد هرمونية تعرف بالببتيدات الناتريوتريك، وتشمل البيبتيد الناتريوتريك الأذيني (ANP) و البروستاجلاندين.
البيبتيد الناتريوريتيك الأذيني (ANP):
يُصنع ويُخزن فى خلايا القلب ولا يتم إفرازه الا مع تمدد جدران الأذينين استجابة لزيادة حجم و ضغط الدم، عند إفرازه استجابة لزيادة الضغط يقوم بتوسيع بعض الشرايين الدقيقة فى الكلى ويزيد أيضا من افراز ملح الصوديوم فى الكلى ومنع امتصاصه مرة أخري، مما يزيد من زيادة إفراز البول وتقليل حجم الدم والسوائل بالجسم وبالتالى يقلل من ضغط الدم. وعلى العكس يقل إفراز وخروج هذه المادة مع انخفاض ضغط الدم.
البروستاجلاندين:
هو مادة موسعة للأوعية الدموية الدقيقة فى الكلى ويمنع اعادة امتصاص ملح الصوديوم فيها وبالتالى يعمل على زيادة إفراز البول وتقليل حجم الدم والسوائل بالجسم وبالتالى يقلل من ضغط الدم. كما أنه يعمل على تمدد الأوعية الدموية الطرفية بالجسم مما يقلل ضغط الدم.
للحجز والاستعلامفي مركز الدكتور أحمد حلمي
مقالات متعلقة
ما مدة علاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي عند حديثي الولادة؟
يعد ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لدى حديثي الولادة من الحالات الطبية الطارئة التي تحدث بعد فترة قصيرة من الولادة؛ لعدم انفتاح الشرايين الرئوية التي تنقل الدم إلى الرئتين ليحمل منها بالأكسجين، ما يعني نقص الأكسجين الذي يصل إلى المخ وغيره من الأعضاء وأن المولود في حالة...
هل يتطور ارتجاع الصمام الميترالي؟ وكيف يمكن التعايش مع هذا المرض؟
قد يخبرك طبيب القلب أن ارتجاع الصمام الميترالي لديك لا يتطلب العلاج، وما عليك سوى الالتزام بمواعيد المتابعة الدورية! ورغم السعادة العارمة التي تشعر بها بعد توقعاتك العديدة بضرورة خضوعك لجراحة في القلب، قد تساورك بعض الشكوك عن تركك الصمام دون علاج وتتساءل: "هل يتطور...
ما أسباب ارتخاء الصمام الميترالي عند النساء؟ وهل يقلل فرص الحمل؟
" هل ارتخاء الصمام الميترالي يقلل من فرص حملي؟ هل تقف تلك الإصابة عائقًا بيني وبين حلم الأمومة؟ تُرى هل سأظل أعاني مضاعفاته طوال حياتي؟".. ربما هذا لسان حال النساء اللاتي علمن مؤخرًا بإصابتهن بارتخاء الصمام الميترالي، ولعل تلك الأسئلة وأكثر تشغل بالهن، وتجعلهن في حيرة...
0 تعليقات