الحمل هو رحلة تحمل في طياتها الكثير من التعب والأمل في ذات الوقت، والسائد هو شعور السيدة الحامل بالخوف عند اقتراب موعد الولادة، فما شعورها إذن إذا كانت تعاني ارتخاء في الصمام الميترالي؟
بالطبع يتراود في ذهنها الكثير من التساؤلات، ومن ثم سيكون حديث مقالنا اليوم عن ارتخاء الصمام الميترالي والولادة.
ارتخاء الصمام الميترالي مع الحمل
قبل الخوض في الحديث المفصل عن ارتخاء الصمام الميترالي والولادة، ينبغي الإجابة أولًا عن سؤال “هل يؤثر ارتخاء الصمام الميترالي على الحمل؟”.
الخبر السار هو أن النساء المصابات بارتخاء الصمام الميترالي البسيط غير المصحوب بأعراض مزعجة أو واضحة ليس لديهن أي مشكلة بشأن الحمل، فمن الممكن أن يحملن حتى أكثر من مرة ويمر الحمل بسلام دون حدوث أي مضاعفات خطيرة -بإذن الله-، كل ما عليهن فقط المتابعة الدورية المنتظمة مع طبيب القلب والنساء والتوليد.
أما بشأن السيدات اللاتي يُعانين ارتخاء الصمام الميترالي متوسط الدرجة أو الشديد، فلا بد من استشارة طبيب القلب والأوعية الدموية أولًا قبل الإقبال على خطوة الحمل، فهو أفضل من يُقيم الحالة ويرى ما يناسبها.
ارتخاء الصمام الميترالي والولادة
عند اقتراب انتهاء رحلة الحمل، يظل التفكير في عملية الولادة أكثر الأمور التي تشغل بال الأم، وبدورنا نود طمأنتها بأن عملية الولادة في حالات الارتخاء البسيطة تكون آمنة وغير مُقلقة ولا تحتاج فيها الأم لأي علاج بشأن ارتخاء الصمام.
أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة قد يوصي الطبيب بتناول بعض المضادات الحيوية كإجراء وقائي قبل الولادة.
أما فيما يتعلق بأمر الولادة إذا كانت طبيعية أم قيصرية، فهذا الأمر يُعد مسؤولية مشتركة بين طبيب القلب والأوعية الدموية وطبيب النساء والتوليد، فهما من يقرران إذا كانت الحالة تسمح بانتظار الولادة الطبيعية بصورة آمنة، أم أنها تحتاج إلى تدخل قيصري.
ارتخاء الصمام الميترالي والولادة: أهم النصائح
عند التخطيط للحمل والولادة في حال الإصابة بارتخاء الصمام الميترالي، ينبغي اتباع بعض النصائح والتعليمات لمرور هذه المرحلة بسلام، تتضمن هذه النصائح ما يلي:
الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة
الحمل يضع عبئًا إضافيًا على القلب، لذا فإن المتابعة الدقيقة مع كل من طبيب النساء والتوليد وطبيب القلب أمر ضروري، والالتزام بعمل الفحوصات اللازمة التي يوصي بها الطبيب إن لزم الأمر.
الالتزام بنمط حياة صحي ومتوازن
لا بد من الاهتمام بالصحة العامة وصحة القلب بشكل خاص، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، وتجنب الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة والسكريات المضافة والأملاح، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة المناسبة التي يصفها الطبيب.
الراحة الكافية والتحكم في التوتر
قلة النوم والتوتر يزيدان من إجهاد القلب ويمكن أن يؤثران على معدل ضربات القلب، لذا لا بد من أخذ قسط كافي من النوم الليلي، مع الحرص على أخذ فترات راحة متكررة في حال أداء أي نشاط يتطلب الجهد.
معرفة الأعراض التحذيرية وطلب المساعدة الفورية
إن معرفة الأعراض التي قد تشير إلى تفاقم الحالة تساعد السيدة الحامل على طلب الرعاية الطبية بسرعة، مما قد يمنع حدوث مضاعفات خطيرة، تشمل هذه الأعراض:
- ضيق التنفس الشديد أو المفاجئ، خاصة عند الراحة أو الاستلقاء.
- ألم في الصدر غير مبرر أو شديد.
- خفقان شديد في القلب أو غير منتظم بشكل ملحوظ.
- تورم غير عادي في الكاحلين أو الساقين أو القدمين.
التعامل مع الأدوية بحذر
بعض الأدوية المستخدمة لعلاج مشكلات القلب قد لا تكون آمنة في أثناء الحمل، لذا لا بد عدم تناول أي دواء، حتى الأعشاب أو المكملات الغذائية، دون استشارة الطبيب أولًا.
أخيرًا..
إن العلاقة بين ارتخاء الصمام الميترالي والولادة غير مُقلقة، ولا تًشكل أي خطر في أغلب الحالات، ومع ذلك لا يمكننا الاستهانة بالأمر وترك الأمور دون تخطيط مُسبق، لذا إذا كنتِ مصابة بارتخاء الصمام الميترالي وتخططين للحمل والولادة، فلا بد من إخبار طبيب القلب والأوعية الدموية بذلك لتقييم الحالة، ومن ثم المتابعة الدورية والالتزام بكل ما ينصح به.
0 Comments