ارتفعت معدلات الإصابة بأمراض القلب في الآونة الأخيرة بصورة ملحوظة، ولعل السبب وراء ذلك نمط الحياة الكسول والعادات اليومية غير الصحية، ورغم أن أمراض القلب تتطور في غضون سنوات عدة، فقد يؤدي تأخر العلاج إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وفي هذا الصدد، فقد اختص مقالنا اليوم بتسليط الضوء على أشهر أمراض صمام القلب الأورطي، والأعراض المصاحبة لها، وسبل العلاج المتنوعة، وكذلك تقديم أهم النصائح للوقاية من أمراض القلب والشرايين.
ما هو الصمام الأورطي؟
صمام القلب الأورطي هو أحد صمامات القلب الأربعة ويعرف أيضًا باسم “الصمام الأبهري”، يفصل بين البطين الأيسر والشريان الأورطي، ويتكون من ثلاث شرفات تنغلق بإحكام عند الانقباض وتحافظ على سريان الدم في اتجاه واحد من البطين إلى الشريان الأورطي ومنه إلى سائر أعضاء الجسم.
أشهر الأمراض التي تصيب صمام القلب الأورطي
قد يصاب الصمام الأورطي بالعديد من المشكلات الصحية والتي قد تعود إلى العيوب الخلقية أو الإصابة بالعدوى، مثل: الحمى الروماتيزمية، وبمرور الوقت تؤثر في الأداء الوظيفي للصمام يتبعها قصور في وظائف القلب، ومن أشهر أمراض الصمام الأورطي:
ارتخاء الصمام الأورطي
يحدث ارتخاء الصمام الأورطي نتيجة تدلي شُريفات الصمام ما يمنع إنغلاقها في أثناء الانقباض، لكن لا تؤثر هذه المشكلة بدرجة كبيرة في وظيفة الصمام ولا يشكو المريض أعراضًا بسببها، وعادةً ما تُكتشف في أثناء الفحوصات الطبية.
ويُعد ارتخاء الصمام المرحلة المبكرة ما قبل الارتجاع، وعادة ما يُعزى أنه السبب الرئيسي وراء حدوث ارتجاع في الصمام الأورطي.
ارتجاع الصمام الأورطي
يُعد ارتجاع الصمام الأورطي من أكثر الإصابات شيوعًا بين الرجال والسيدات وكذلك الأطفال، إذ يفقد الصمام قدرته على الانغلاق بصورة تامة في أثناء الانقباض ما يتبعه إرتجاع الدم إلى الاتجاه المعاكس نحو البطين الأيسر.
تتفاوت أعراض ارتجاع الصمام الأورطي في حدّتها من مريض لآخر حسب درجة الارتجاع، ففي حالات ارتجاع الصمام الأورطي المتوسط والبسيط قد لا يشكو المريض أية أعراض، وتُكتشف صدفةً في أثناء فحص القلب، بينما حالات الارتجاع الشديدة تتمثل الأعراض فيما يلي:
- ألم في الصدر خاصة عند بذل مجهود.
- ضيق في التنفس.
- زيادة ضربات القلب.
- تورم القدمين.
- التعب والإرهاق.
وفي سياق الحديث عن ارتجاع الصمام الأورطي والحمل يجدر بنا الإشارة أن حالات الارتجاع البسيطة لا تمثل أي خطورة على الحمل ويمر بسلام، بينما الحالات المتوسطة والشديدة ينبغي مراجعة طبيب القلب طوال فترة الحمل.
ضيق الصمام الأورطي
تعود أسباب ضيق الشريان الأورطي إلى:
- التشوهات الخلقية.
- ترسب الدهون و الأملاح وتحديدًا أملاح الكالسيوم على جدار الصمام فيما يُعرف باسم “تكلس الصمام الأورطي”.
- التهاب الصمام نتيجة العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
ويتسبب ضيق الصمام الأورطي في قلة كمية الدم المتدفق خلاله، ما ينجم عنه قصور في الدورة الدموية، ومعاناة تلك الأعراض:
- ضيق التنفس وألم في الصدر.
- تورم الأطراف.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- الدوخة المستمرة.
سبل تشخيص أمراض صمام القلب الأورطي
علنًّا نجد تشابهًا كبيرًا في أعراض الصمام الأورطي رغم اختلاف نوع الإصابة، ما يشير إلى أهمية التشخيص الطبي الدقيق على يد جراح قلب خبير لتحديد أفضل بروتوكول علاجي يناسب المريض. وبصفة عامة تنطوي الفحوصات التشخيصية على:
- الإيكو.
- مخطط كهربية القلب.
- الأشعة السينية على الصدر.
- الرنين المغناطيسي على القلب.
- الأشعة المقطعية.
- القسطرة التشخيصية.
علاج أمراض صمام القلب الأورطي
يوضع بروتوكول علاج صمام القلب الأورطي بناءًا على نتائج الفحوصات السابقة، وبعد التقييم الدقيق لوضع الصمام ومدى الضرر الواقع عليه، وقد تشمل:
العلاج الدوائي
يُعد العلاج الدوائي المحور العلاجي الأساسي مع إصابات الصمام البسيطة، إذ يهدف إلى السيطرة على الأعراض والحفاظ على الأداء الوظيفي للصمام، وقد تشمل:
- أدوية منظمة لضربات القلب.
- مدرات البول.
- أدوية علاج ضغط الدم المرتفع.
التدخل الجراحي
يُعد التدخل الجراحي خيارًا أساسيًا مع إصابات الصمام المتقدمة والتي لم تستجب للأدوية، ويشمل العلاج الجراحي تقنيات عديدة، وربما يعتمد غالبيتها على التدخلات المحدودة، فلا حاجة إلى شقوق جراحية كبيرة، ما يجعلها أكثر أمانًا على حياة المرضى، ومنها:
- القسطرة العلاجية: من خلال وخز بسيط في الفخذ يدخل الطبيب القسطرة ويوجهها إلى القلب من أجل توسيع الشريان الأورطي.
- إصلاح أو استبدال الصمام: بواسطة التدخل المحدود بالمنظار يلجأ الطبيب إلى تغيير الصمام الأورطي باستبداله بصمام آخر نسيجي أو معدني أو إصلاحه -إن أمكن- من أجل استعادة وظيفته من جديد والحفاظ على كفاءته. وجدير بذكره أن بعض الحالات قد تحتاج إلى جراحة القلب المفتوح لضمان تحقيق النتائج العلاجية المرجوة.
هل عملية صمام القلب الأورطي خطيرة؟
تتسم جراحة صمامات القلب بمعدلات أمان مرتفعة، في حال إجرائها على يد جراح قلب خبير ومتمرس واتبع المريض كافة الإرشادات الموجهة بعد العملية، وتوجد حالات شفيت من ارتجاع الصمام الأورطي من الدرجات المتقدمة بفضل الجراحة الناجحة.
لكن ذلك لا ينفي أنه كمثل حال الجراحات الأخرى، فقد تنطوي على بعض المضاعفات الصحية، وأشهرها:
- العدوى.
- النزيف.
- تكوّن الجلطات.
- اضطراب ضربات القلب.
ولهذا نكرر مرة أخرى أن اتباع الإرشادات بعد الجراحة والحرص على المتابعة الطبية بصورة دورية من الأمور الأساسية للتمتع بحياة صحية مستقرة، وعدم التعرض لمضاعفات خطيرة.
هل يمكن الوقاية من أمراض صمام القلب الأورطي؟
يسهم اتباع نمط الحياة الصحي وتجنب العادات الضارة في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بصورة عامة، لذلك نوصيك بما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- الحد من الدهون والأملاح والسكريات.
- التقليل من المشروبات التي تحتوي على جرعات عالية من الكافيين.
- الحفاظ على وزن الجسم المناسب.
- الإقلاع عن التدخين.
- الابتعاد عن مسببات التوتر والضغط النفسي.
- الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي.
- الابتعاد عن ممارسة التمارين الشاقة.
- الحرص على تنظيم مستويات الضغط والسكري بتناول الأدوية الموصوفة بانتظام.
إلى هنا نصل إلى ختام حديثنا عن صمام القلب الأورطي والأمراض التي تصيبه، ولمزيد من الاستفسارات يمكنكم التواصل مع الدكتور أحمد حلمي -أستاذ جراحات القلب والصدر كلية الطب جامعة عين شمس- من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة أمامكم بالموقع الإلكتروني.
0 Comments