عند إخبار الطبيب للمريض بضرورة خضوعه لعملية القلب المفتوح -نظرًا إلى عدم استجابة حالته للعلاج الدوائي-، قد نجد مريض يشغله التفكير بأمر تكلفة عملية القلب المفتوح، ومريض آخر قد يقلق بشأن العملية ذاتها ويبدأ البحث عن علامات فشل عملية القلب المفتوح، ليعرف أسبابها ويتجنبها من البداية قدر الإمكان، لذا سيكون حديثنا اليوم عن هذه العلامات، بالإضافة لذِكر علامات نجاح العملية حتى نبث الأمل في قلب المرضى.
علامات فشل عملية القلب المفتوح
في البداية قبل الحديث عن علامات الفشل ينبغي طمأنة المريض بأن عملية القلب المفتوح تتمتع بنسبة نجاح عالية تصل إلى 95% تقريبًا، وفشلها ليس أمرًا شائعًا، ومع ذلك عند حدوثه تظهر العلامات في صورة:
- عدم تحسن الأعراض الأساسية، إذا لم يلاحظ المريض تحسنًا في الأعراض التي خضع للعملية بسببها مثل ألم الصدر الحاد وضيق التنفس الشديد أو الإرهاق المفرط بعد فترة التعافي الأولية، فقد يكون ذلك مؤشرًا.
- تدهور وظائف القلب، أو ملاحظة انخفاض مفاجئ في قدرة القلب على ضخ الدم، والذي قد يظهر في صورة برودة الأطراف وتدهور الوعي.
- حدوث نوبة قلبية.
- اضطراب في ضربات القلب.
- وجود نزيف لا يمكن السيطرة عليه بعد الجراحة.
- العدوى الشديدة والتي قد تؤدي لارتفاع درجة الحرارة وألم شديد وإفرازات صديدية.
- السكتة الدماغية، بسبب جلطات دموية تنتقل إلى الدماغ في أثناء أو بعد الجراحة، وتظهر على شكل ضعف في جانب واحد من الجسم وصعوبة في الكلام أو تغير في الوعي.
ومن المهم أن يُدرك المريض الفرق بين الآثار الجانبية المحتملة للعملية وهي الأمور المتوقع حدوثها وتزول مع مرور الوقت مثل الألم والإرهاق والتورم الخفيف مكان الجراحة، وبين مضاعفات عملية القلب المفتوح وهي أمور غير مرغوبة لا تزول من تلقاء نفسها ولا بد فيها من التدخل الطبي الفوري مثل النزيف الشديد والعدوى.
أسباب تؤدي إلى ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح
قد ينجم فشل العملية عن مجموعة من العوامل المتعلقة بالمريض والطبيب معًا، وفترة ما بعد العملية، ومن ثم تشمل الأسباب:
- قلة خبرة الطبيب الذي أجرى العملية.
- حالة المريض الصحية قبل الجراحة، فالمرضى الذين يعانون حالات صحية مزمنة شديدة مثل السكري غير المسيطر عليه أو أمراض الرئة المزمنة، أو ضعف شديد في وظائف عضلة القلب قبل العملية يكونون أكثر عرضة للفشل، كما ضعف الجهاز المناعي يزيد أيضًا من خطر العدوى.
- شدة المرض، كلما كانت المشكلة القلبية أكثر تعقيدًا زادت صعوبة العملية واحتمال عدم تحقيق النتائج المرجوة.
- عدم كفاءة الصمامات المُستخدمة في العملية.
- عدم الالتزام بتغييرات نمط الحياة الصحية الموصى بها من قبل الطبيب مثل التوقف عن التدخين، أو التحكم في السكري والضغط وتناول الأطعمة الصحية، مما قد يؤدي إلى عودة أو تفاقم المشكلة القلبية.
ماذا يحدث إذا فشلت عملية القلب المفتوح؟
في حال ملاحظة علامات فشل عملية القلب المفتوح فإن السيناريو المتوقع حدوثه يعتمد على طبيعة الفشل وتوقيته:
- في حالات النزيف الحاد، قد يُعيد الطبيب فتح الصدر فورًا لإصلاح المشكلة.
- قد يُوضع المريض على أجهزة لدعم وظائف القلب والرئة مؤقتًا.
- قد يقضي المريض فترة من الوقت في وحدة العناية المركزة، مع مراقبة دقيقة ومكثفة.
- سيُجري الطبيب فحوصات شاملة للمريض لتحديد سبب الفشل مثل تصوير الشرايين التاجية.
- في بعض الحالات، يمكن إصلاح المشكلة باستخدام القسطرة والدعامات بدلاً من الجراحة المفتوحة، أما في حالات أخرى قد يضطر الطبيب إلى إعادة العملية لكنها تكون أكثر تعقيدًا ومُخاطرة من العملية الأولى.
متى نعرف أن عملية القلب المفتوح نجحت؟
من المُبشر أن علامات نجاح عملية القلب المفتوح تكون واضحة، وتتمثل في صورة:
- تحسن كبير وملحوظ في الأعراض مثل اختفاء ألم الصدر أو انخفاض حدته، وتحسن كبير في ضيق التنفس والقدرة على استئناف الحياة الطبيعية والعمل، وممارسة الأنشطة التي كان يصعُب أدائها قبل الجراحة.
- استقرار المؤشرات الحيوية، مثل انتظام ضربات القلب واستقرار ضغط الدم وتحسن في تشبع الأكسجين.
- تحسن وظائف القلب، إذ تُظهر الفحوصات التصويرية مثل تخطيط صدى القلب – Echo- تحسنًا في قدرة القلب على ضخ الدم وعمل الصمامات بصورة سليمة.
- القدرة على أداء اختبارات الجهد دون ظهور أعراض أو علامات تدل على وجود مشكلة ما.
في النهاية..
في صدد حديثنا عن علامات فشل عملية القلب المفتوح قد نجد أنه من حسن الحظ أن فشل العملية أمر غير شائع، ومع ذلك لا بد للمريض من معرفتها حتى يُسرع بالعودة إلى الطبيب في حال ملاحظتها، بالإضافة لذلك يجب أن يتأنى المريض في اختيار الطبيب الذي سيُجري العملية له، فهو أمر فارق في نجاح العملية من عدمه.
0 Comments