عندما يُذكر مرض السكري، يتبادر إلى الذهن ارتفاع مستويات السكر في الدم، أو الحاجة اليومية للأنسولين، لكن ما لا يدركه البعض هو أن السكر لا يقتصر تأثيره في مستوى الجلوكوز فحسب، بل يشمل تأثيره أعضاء حيوية أخرى، وعلى رأسها القلب.
وتشير الدراسات إلى أن مريض السكر أكثر عرضة لمشكلات القلب مقارنةً بغيره، حتى وإن لم تظهر عليه أعراض واضحة، فبمرور الوقت، يمكن لارتفاع السكر أن يُضعف الأوعية الدموية ويُسرّع من تصلب الشرايين، ما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، مثل الذبحة الصدرية، أو قصور عضلة القلب.
ومن هنا، يتساءل الكثيرون: “هل يمكن إجراء عملية القلب المفتوح لمرضى السكر؟ وما المخاطر المحتملة؟”. في هذا المقال، نجيب عن هذه التساؤلات، ونتعرّف على أهم النصائح الطبية لضمان نجاح العملية وسلامة المريض.
متى يحتاج مريض السكري إلى عملية القلب المفتوح؟
لا يُلجأ إلى عملية القلب المفتوح لمرضى السكر فجأةً، بل تأتي هذه الخطوة بعد تدهور في حالة القلب يستدعي تدخلًا جراحيًا دقيقًا، فمرض السكر إذا لم يكن تحت السيطرة أو ترافق مع ارتفاع ضغط الدم ودهون الدم، يُسرّع من تراكم الترسبات الدهنية داخل الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى تضييقها أو انسدادها، وهو ما يهدد وصول الدم إلى عضلة القلب.
وفي هذه الحالات، قد يعاني المريض من أعراض، مثل ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو شعور عام بالإرهاق، وأحيانًا، تُكتشف المشكلة صدفةً في أثناء فحوصات القلب التي قد تُظهر انسدادًا لا يُعالج بالقسطرة وحدها، ما يجعل عملية القلب المفتوح الخيار الأنسب لإعادة تدفق الدم إلى القلب.
في هذه المرحلة، يتساءل المريض: “هل يمكن إجراء جراحة القلب مع مرض السكري؟”.
هل يمكن إجراء عملية القلب المفتوح لمرضى السكر؟
تُجرى عملية القلب المفتوح لمرضى السكر طبيعيًا حول العالم، ولا يُعد السكري مانعًا لها، إذ تشير الإحصائيات إلى أن نحو ثلث المرضى الذين يخضعون لعمليات القلب المفتوح يعانون من السكري، ومع ذلك، فإنه يتطلب تحضيرًا ومتابعة دقيقة في جميع مراحل الجراحة، لتجنب احتمالية حدوث أيّة مضاعفات.
هل عملية القلب المفتوح خطيرة على مرضى السكري؟
ليس من السهل على أي مريض أن يتقبل فكرة الخضوع لجراحة قلب مفتوح، فكيف يكون الحال إذا كان يعاني أيضًا من مرض مزمن مثل السُّكري؟
هنا تتضاعف المخاوف، ويزداد القلق من المضاعفات المحتملة، فمرضى السكري قد يكونون أكثر عرضة لبعض المضاعفات مثل بطء التئام الجروح، وارتفاع خطر العدوى، واضطرابات في نظم القلب، ويرجع ذلك إلى تأثير السكري المزمن في الأوعية الدموية والجهاز المناعي.
لكن، كيف يمكن لمريض السكري أن يحدّ من هذه المخاطر؟
أهم النصائح الطبية لمرضى السكري قبل وبعد عملية القلب المفتوح
إذا كنت مريض سكري ومرشحًا للخضوع لعملية القلب المفتوح، فاعلم أن الاستعداد الجيد والمتابعة المستمرة قد تُحدث فارقًا في نتائج الجراحة وسرعة التعافي، ومن أهم النصائح التي يُوصي بها الأطباء:
ضبط مستوى السكر في الدم قبل وبعد الجراحة
استقرار الجلوكوز، وأن يكون معدل HbA1c أقل من 7%، يحدّ من خطر العدوى، ويساعد على التئام الجروح جيدًا.
التواصل المستمر مع الفريق الطبي
من المهم قبل عملية القلب المفتوح لمرضى السكر، التنسيق بين طبيب القلب وطبيب السكري لوضع خطة علاج شاملة، تشمل الأدوية، والصيام، ومراقبة مستويات السكر خلال العملية.
التغذية والنشاط البدني
اتباع تعليمات الفريق الطبي، وتناول طعام صحي قليل السكريات والدهون، والمشي الخفيف بعد استشارة الطبيب، جميعها خطوات تُسرّع التعافي وتحافظ على صحة القلب.
مراقبة أي أعراض غير طبيعية
في حال ظهور أي أعراض، مثل ارتفاع الحرارة، أو احمرار أو إفرازات من الجرح، أو ضيق مفاجئ في التنفس، يجب التواصل فورًا مع الطبيب.
في الختام، قد تبدو عملية القلب المفتوح لمرضى السكر خطوة صعبة، لكنها تمثل طوق النجاة لكثير من الحالات، إذا أُجريت في الوقت المناسب وبالتحضير الطبي السليم.
لا تتردد في طلب الاستشارة الطبية، والتواصل مع مركز الأستاذ الدكتور/ أحمد حلمي، للحصول على تقييم دقيق لحالتك ولمعرفة تكلفة عملية القلب المفتوح أيضًا.
0 Comments