تستدعي التدخلات الجراحية إتخاذ بعض الاعتبارات في الحسبان لعل أبرزها سن المريض؛ إذ تشكل العمليات الجراحية تحديًا أكبر في كبار السن عنها في سن الشباب، لا سيما إذا كان التدخل الجراحي في عضو حساس مثل القلب. وهذا نفس السبب الذي يدفع بعض المرضى للتساؤل: هل عملية قسطرة القلب...
أسباب ارتفاع ضغط الدم وعوامل الخطورة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعاني نحو 1.2 مليار شخص حول العالم -مَمن تتراوح أعمارهم ما بين 30-79 عامًا- من ارتفاع ضغط الدم.
ويرتفع الضغط عندما يندفع الدم بقوة عالية عبر جدران الشرايين باستمرار، ما يتسبب في تلف تلك الشرايين مع مرور الوقت والإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغ
فما أسباب ارتفاع ضغط الدم؟ وما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به؟ وكيف يُمكن علاجه؟ نُجيبكم عن تلك التساؤلات خلال سطور مقالة اليوم.
للحجز والاستعلامفي مركز الدكتور أحمد حلمي
ما أنواع ضغط الدم المرتفع؟
يُصنف ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين تبعًا لكمية الدم التي يضخها القلب ومُعدل تدفقه عبر الشرايين، وهما:
ارتفاع ضغط الدم الأولي (الرئيسي)
عادة ما تكون أسباب ارتفاع الضغط في 90%-95% من الحالات عند البالغين غير معروفة، وقد يتطور هذا المرض تدريجيًا على مدار عدّة سنوات.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
عند 5%-10% المتبقين، يحدث هذا النوع نتيجة الإصابة بمرض آخر، ويظهر عادةً فجأة ويسبب ارتفاعًا شديدًا بضغط دم مقارنةً بالنوع الأول.
ما أسباب ارتفاع ضغط الدم؟
يبلغ مُعدل ضغط الدم الطبيعي أقل من 120/80 ملم زئبقي، وأحيانًا قد يرتفع هذا المُعدل فجأة، فما أسباب الضغط المرتفع؟!
تتضمن أسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ (الثانوي) ما يلي:
- أمراض الكلى، مثل ضيق الشريان الكلوي.
- مُشكلات في الغدة الدرقية.
- عيوب القلب الخلقية.
- تناول بعض الأدوية، بما في ذلك حبوب منع الحمل ومثبطات الجهاز المناعي ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- تناول الكحوليات والمخدرات.
- أورام الغدة الكظرية التي تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الألدوستيرون الذي يخفض مستويات البوتاسيوم في الدم.
بخلاف أسباب ارتفاع الضغط، هل من عوامل تزيد من خطر الإصابة؟
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع، أهمها:
السمنة المفرطة أو البدانة
كلّما كان الإنسان أكثر وزنًا، كان بحاجةٍ إلى المزيد من الدم كي يكون قادرًا على إيصال الأكسجين والمواد المغذية إلى أنسجة الجسم المختلفة.
وإذا زادت كمية الدم المتدفق عبر الأوعية الدموية، كان الضغط على جدران الشرايين أكبر.
قلة النشاط البدني
جهد عمل القلب لدى الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا هي أعلى منها لدى الذين يمارسونه. وكلّما زادت سرعة عمل القلب، بذل القلب جهدًا أكبر عند كل انقباض، مما يزيد الضغط على الشرايين، بالإضافة إلى ذلك فإن انعدام النشاط البدني يزيد خطر الإصابة بالسمنة.
التدخين
يتسبب التدخين في رفع ضغط الدم مؤقتًا، إذ تعمل المواد الكيميائية الموجودة في التبغ على انقباض الشرايين وزيادة فرص التصلب بجدرانها، ما يؤدي إلى ضيقها ومن ثمَّ ارتفاع ضغط الدم.
الإكثار من الملح فى الطعام (الصوديوم)
وجود كمية كبيرة من ملح الطعام (الصوديوم) في النظام الغذائي يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، الأمر الذي يسبّب ارتفاع ضغط الدم.
قلة تناول البوتاسيوم في الطعام
يساعد البوتاسيوم في موازنة مستوى الصوديوم في الخلايا، لذا عندما ينخفض استهلاكه وتخزينه بالجسم، تتراكم كمية كبيرة للغاية من ملح الصوديوم في الدم.
تناول الكحول
قد يسبب تناول الكحول إفراز بعض الهرمونات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة سرعة ضربات القلب.
التوتر والضغط النفسي
يؤدي التوتر الشديد إلى إفراز مواد كيميائية تتسبب في انقباض جدران الشرايين فجأة، ما يزيد معدل ضغط الدم بصورة مؤقتة وعنيفة قد تنتهي في الأخير بالإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية -لا قدر الله-.
الأمراض المزمنة
قد تزيد بعض الأمراض المزمنة من خطر الإصابة بضغط الدم المرتفع، منها:
- ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار بالدم.
- داء السكري.
- مرض الكلى.
- انقطاع النفس في أثناء النوم.
- الحمل.
في بعض الأحيان، يكون الحمل عاملًا مؤثرًا في ارتفاع ضغط الدم والذي يتطور حتى الإصابة بتسمم الحمل.
ما علاج ارتفاع ضغط الدم؟
يصف الطبيب النهج العلاجي المناسب لكل مريض بناءًا على أسباب ارتفاع الضغط ومعدله بالدم، وتتضمن وسائل العلاج ما يلي:
العلاج السلوكي
يُسهم تعديل نمط الحياة في خفض ضغط الدم والسيطرة عليه دونَ الحاجة إلى تناول الأدوية، لهذا يُسدي الطبيب بعض الإرشادات لمرضاه لتحقيق ذلك، منها:
- الحفاظ على الوزن الصحي للجسم.
- تناول نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
- إدراج كمية كافية من البوتاسيوم في الطعام من خلال تناول الموز والبطاطس والأفوكادو.
- ممارسة التمارين الرياضية بمعدل 20 دقيقة يوميًا على الأقل.
العلاج الدوائي
إلى جانب العلاج السلوكي، يصف الطبيب الأدوية لتخفيف أعراض ارتفاع ضغط الدم وعلاجه لدى بعض الحالات، ومن هذه الأدوية:
- مُدرات البول لطرد السوائل الزائدة من الجسم.
- حاصرات قنوات الكالسيوم التي تعمل على إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها، ومن ثمَّ خفض الضغط.
وفي ختام حديثنا عن أسباب ارتفاع ضغط الدم وعلاجه، ننصحك بقياس معدل الضغط بانتظام من حين لآخر، وإذا لاحظت ارتفاعًا في مُعدلاته عن الطبيعي، فينبغي لك التواصل فورًا مع طبيب القلب؛ لتفادي مُضاعفاته الخطيرة التي تُهدد صحتك.
احجز موعدك الآن مع الدكتور أحمد حلمي -أستاذ قسم جراحة القلب والصدر بكلية الطب جامعة عين شمس- عبر الاتصال على الأرقام المدونة في موقعنا الإلكتروني.
للحجز والاستعلامفي مركز الدكتور أحمد حلمي
مقالات متعلقة
هل عملية قسطرة القلب خطيرة لكبار السن؟
تستدعي التدخلات الجراحية إتخاذ بعض الاعتبارات في الحسبان لعل أبرزها سن المريض؛ إذ تشكل العمليات الجراحية تحديًا أكبر في كبار السن عنها في سن الشباب، لا سيما إذا كان التدخل الجراحي في عضو حساس مثل القلب. وهذا نفس السبب الذي يدفع بعض المرضى للتساؤل: هل عملية قسطرة القلب...
ما بعد تركيب دعامات القلب وكيفية العودة للحياة الطبيعية
تركيب دعامات القلب إجراء طبي يُستخدم لعلاج انسداد الشرايين التي تغذي عضلة القلب، ويبدأ المريض بعد العملية رحلة التعافي التي تختلف مدتها وشدة أعراضها من شخص لآخر. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ما يمكن توقعه ما بعد تركيب دعامات القلب، بدءًا من مدة الشفاء وحتى الأعراض...
ما مدة علاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي عند حديثي الولادة؟
يعد ارتفاع ضغط الشريان الرئوي عند حديثي الولادة من الحالات الطبية الطارئة التي تحدث بعد فترة قصيرة من الولادة؛ لعدم انفتاح الشرايين الرئوية التي تنقل الدم إلى الرئتين ليحمل منها بالأكسجين، ما يعني نقص الأكسجين الذي يصل إلى المخ وغيره من الأعضاء وأن المولود في حالة...
0 تعليقات