أضرار التدخين على القلب تكمن في كوّنه إحدى عوامل الخطورة الرئيسية التي تُؤثر سلبًا في صحة القلب بصور عديدة، منها المباشر وغير المباشر، إضافة إلى ذلك يوجد ارتباط وثيق بين مختلف أنواع التدخين وأمراض القلب.
والسؤال هنا “كيف يؤثر التدخين في القلب؟ وهل تتحسن حالة القلب بعد الإقلاع عنه؟” هذا ما نتناوله تفصيلًا خلال سطور مقالنا اليوم.
كيف يتسبب التدخين في أمراض القلب؟
تحتوي السجائر على آلاف المواد الكيميائية الضارة للغاية -من أشهرها مادة النيكوتين- التي تُسبب عديدًا من التغييرات في صحة القلب عند دخولها جسم الإنسان بكميات كبيرة، وتشمل هذه التغييرات ما يلي:
- خفض نسبة تشبع الدم بالأكسجين جِرّاء احتواء السجائر على غاز أول أكسيد الكربون السام، الأمر الذي يحد من كمية الأكسجين الواصل إلى عضلة القلب، ومن ثمَّ فقدانها القدرة على أداء وظيفتها كما ينبغي.
- زيادة معدل تراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين التاجية المغذية للقلب ورفع معدلات الإصابة بمرض تصلب الشرايين.
- ارتفاع معدل ضغط الدم داخل الشرايين يُعدّ عاملًا أساسيًا في تفاقم أمراض القلب وزيادة معدل ضرباته عن الطبيعي.
- تكوّن الجلطات الدموية نتيجة رفع معدل لزوجة الدم ومستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الجسم.
هل التدخين يسبب أزمة قلبية؟
نعم، يُسبب التدخين أزمة قلبية نتيجة تأثيره في صحة الشرايين التاجية وإتلافها بصورة دائمة وتكوّن الجلطات الدموية بداخلها، الأمر الذي يمنع تدفق الدم إلى عضلة القلب وتوقفها نهائيًا -لا قدر الله-.
وقد أشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن المدخنين أكثر عُرضةً للإصابة بالنوبة القلبية بمعدل مرتين من الآخرين، كما أوضحت أن هناك نحو 9.4 مليون شخص يفقدون حياتهم كل عام بسبب التدخين، لذا بادر الآن بالإقلاع عنه؛ لحماية قلبك من أضراره البالغة.
هل يتحسن القلب بعد ترك التدخين؟
يمكن التخلص من تأثير التدخين في القلب فور التوقف عنه وتحسن حالة القلب بنسبة كبيرة على المدى القريب والبعيد، إذ يُلاحظ الأفراد خلال:
- 20 دقيقة: انخفاض ضغط الدم ومن ثمَّ معدل ضربات القلب.
- 12 ساعة: عودة مستويات غاز أول أكسيد الكربون إلى الطبيعي.
- 2 إلى 12 أسبوعًا: تحسن معدل تدفق الدورة الدموية في الجسم ووصول كمية كافية من الأوكسجين إلى عضلة القلب وعملها بكفاءة أعلى من ذي قبل.
- 12 شهرًا: القدرة على التنفس بسهولة وانخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
بعض الحقائق عن التدخين
نوضح فيما يلي بعض الحقائق عن التدخين؛ لمعرفة أضراره وتحفيز المدخنين على الإقلاع عنه خلال أقرب وقت ممكن، فهو السبب الرئيسي وراء أمراض القلب والشرايين التي تُصيب الملايين حول العالم:
- يتسبب التدخين السلبي -استنشاق هواء مُعبأ بدخان السجائر دونَ استخدامها مباشرةً- في وفاة 30 ألف شخص سنويًا، كما يزيد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي والربو لدى الأطفال والرضع.
- يرفع معدلات الإصابة بأمراض الشرايين الطرفية، بما في ذلك الشرايين الموجودة في اليدين والقدمين، ومع مرور الوقت قد يؤدي إلى انقطاع الإمداد الدموي عن هذه الأطراف وحدوث الغرغرينا -موت الأنسجة- التي تنتهي بالبتر.
- يُعدّ سببًا مباشرًا في حدوث أزمات القلب المفاجئة -كما ذكرنا مُسبقًا-.
- رفع معدل الإصابة بمرض قصور الشرايين التاجية بنسبة كبيرة لدى السيدات المدخنات اللاتي يتناولن أقراص منع الحمل عن طريق الفم.
- يزيد نسبة حدوث السكتات الدماغية بمعدل ضعفين مقارنةً بغير المدخنين.
وفي ختام حديثنا عن أضرار التدخين على القلب، نوّد التأكيد على أن التدخين يُعدّ سبيل واضح ومباشر لخسارة صحتك بل ربما حياتك كاملةً، فإذا كنت تريد الحفاظ على صحة أعضائك الحيوية وممارسة أنشطتك اليومية براحة، فعليك الإقلاع عنه فورًا، فذلك يخفض معدل ضغط الدم لديك ويحميك من الإصابة بالنوبات القلبية.
وإذا كان تعلقك بالتدخين شديد ولا تقوى على التوقف عنه بمفردك، يمكنك الاستعانة بأحد المتخصصين لمساعدتك على تحقيق ذلك سريعًا.
0 Comments