“ما هي الذبحة الصدرية؟” الذبحة هي شعور بالألم والضغط في منطقة الصدر، وتحدث نتيجة نقص تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب بسبب وجود مشكلة في الشرايين التاجية المسئولة عن تغذيتها.

نُحدثكم عن أعراض الذبحة الصدرية وأسبابها وطرق علاجها تفصيلًا خلال سطور مقالنا التالي.

كيف تكون الذبحة الصدرية؟

تتراوح آلام الذبحة الصدرية ما بين البسيطة والحادة وتستمر لمدة قصيرة -بضع دقائق-، وقد تتكرر في بعض الأحيان خاصةً عند بذل مجهود بدني، ويصفها المرضى بأنها ثقل على الصدر يمتد إلى الأجزاء العلوية من الجسم، بما في ذلك الكتفين والذراعين والبطن والفك السفلي.

ونظرًا إلى تشابه آلام الذبحة الصدرية مع آلام أمراض المعدة والمريء يُهملها البعض فترات طويلة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم أعراضها.

تعرف أيضًا على: علاج الذبحة الصدرية الكاذبة

ما الأعراض المصاحبة للذبحة الصدرية؟

يُعاني المُصابين بالذبحة الصدرية عدّة أعراض أخرى، إلى جانب آلام الصدر، أبرزها ما يلي:

التعرق المفرط.
ضيق التنفس.
الشعور بالدوار.
الغثيان والقيء في بعض الأحيان.
الشعور بالتعب عند أداء بعض الأنشطة البدنية البسيطة.

ما هي أنواع الذبحة الصدرية؟

تنقسم الذبحة الصدرية إلى عدّة أنواع، نوضح لكم أبرزها فيما يلي:

الذبحة الصدرية المستقرة

تحدث آلام الذبحة الصدرية المستقرة في أثناء بذل المجهود وممارسة الرياضة ودرجات الحرارة المنخفضة، وعادةً ما تكون محتملة ومتكررة وتدوم لمدة 5 دقائق أو أقل وتختفي عند أخذ قسط كافٍ من الراحة.

وأهم ما يُميزها استمرار أعراضها بنفس المدة في كل مرة ولذات السبب، كذلك تحدث بمعدل منتظم.

الذبحة الصدرية غير المستقرة

هي حالة طبية طارئة تحدث في أثناء الراحة والنوم وتستمر آلامها لمدة 15 دقيقة نتيجة؛ نقص الإمداد الدموي الواصل إلى عضلة القلب، وتحتاج تلك الحالة الذهاب إلى المستشفى فورًا، للحفاظ على حياة المريض.

الذبحة الصدرية المتغيرة

الذبحة المتغيرة من أنواع الذبحة الصدرية النادرة، وهي تحدث عادةً في أثناء النوم والراحة، وتدوم آلامها مدة تتراوح ما بين 5-15 دقيقة أو أكثر نتيجة انخفاض معدل الدم المتدفق لعضلة القلب وعودته مرة أخرى إلى حالته الطبيعية، وغالبًا ما تختفي آلام هذه الذبحة عند تناول الدواء الموصوف من قِبَل الطبيب.

ما أسباب الذبحة الصدرية؟

من أكثر أسباب الذبحة الصدرية شيوعًا الإصابة بمرض انسداد الشرايين التاجية الذي يحدث نتيجة تراكم اللويحات الدهنية داخل تلك الشرايين مُسببةً تصلب جدرانها وضيق قطرها، وتختلف درجة هذا الضيق من مريض لآخر مما يؤدي إلى تباين الأعراض بينهم، والسؤال هنا لماذا تظهر آلام الذبحة الصدرية في أوقات مختلفة؟!

في أوقات الراحة يعمل القلب بمعدل بسيط؛ لذا يحتاج إلى كمية قليلة من الدم حتى يضخها إلى باقي أعضاء الجسم، وبالتالي لا تظهر أي أعراض، أما عند بذل المجهود يحتاج القلب إلى كمية دم أكبر ولا يتمكن من الحصول عليها نظرًا إلى ضيق الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى مُعاناة آلام الصدر وحدوث الذبحة الصدرية المستقرة.

في بعض الأحيان، قد تحدث الأعراض فجأة نتيجة تمزق جزءًا من اللويحات الدهنية وتكوّن جلطة دموية تمنع سريان الدم للقلب وتؤدي إلى ظهور علامات الذبحة الصدرية غير المستقرة.

علاوة على ذلك، قد يكون قطر الشريان التاجي متغير نتيجة انقباضه بمعدل غير طبيعي بسبب تعاطي بعض المواد الكيميائية، مثل النيكوتين والكوكايين، الأمر الذي يؤدي إلى مُعاناة ألم في الصدر يتلاشى تدريجيًا مع زوال تأثير هذه المواد من الجسم، لذا تُسمى بالذبحة الصدرية المتغيرة.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالذبحة الصدرية؟

تجعل العوامل التالية الفرد أكثر عرضةً للإصابة بآلام الذبحة الصدرية:

• مرض السكر الذي يزيد من تضرر الأوعية الدموية وتلف الشرايين التاجية.
• ارتفاع ضغط الدم نتيجة مواجهة الدم مقاومة في أثناء سريانه بالشرايين التاجية المُتصلبة.
• التدخين الذي يعمل على انقباض الأوعية الدموية بمعدل غير طبيعي، ما يزيد من فرص حدوث الذبحة المتغيرة.
• الضغط العصبي من أهم العوامل التي تُحفز الجسم على إفراز بعض المواد الكيميائية التي تزيد من تصلب الشرايين وضيقها.
• التقدم في العمر، فعادة ما تحدث الذبحة الصدرية بعد تجاوز سن 45 عامًا عند الرجال و55 عامًا لدى السيدات.
• السمنة تُؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول الضار في الجسم وترسبه على جدران الشرايين التاجية.
• العامل الوراثي يُحدد مدى قابلية الفرد للإصابة بارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار بالجسم اللذان يساعدان على تصلب الشرايين.

ما وسائل علاج الذبحة الصدرية؟

بناءًا على نتائج تشخيص الذبحة الصدرية، يُحدد الطبيب وسيلة العلاج المناسبة لكل مريض، وتشمل وسائل علاج هذه الحالة ما يلي:

تناول الأدوية التي تتضمن أدوية علاج ضغط الدم المرتفع ومضادات التجلط.
اتباع نمط حياة صحي يتضمن الإقلاع عن التدخين بمختلف أنواعه والتحكم في مستويات السكر والكوليسترول بالدم، كذلك تجنب الكحوليات والحد من التوتر والقلق، وممارسة الرياضة بانتظام.
الخضوع لإحدى جراحات الشرايين التاجية إذا تسببت الذبحة الصدرية في تكوين جلطة دموية تمنع وصول الدم إلى عضلة القلب.

ما الفرق بين الذبحة الصدرية والنوبة القلبية؟

الذبحة الصدرية والنوبة القلبية كلاهما من مضاعفات مرض الشرايين التاجية الذي يُصيب فئة كبيرة من الأشخاص حول العالم ويُهدد حياتهم.

ويتمثل الفرق النوبة القلبية والذبحة الصدرية في كوّن الذبحة الصدرية لا تُسبب ضررًا بالغًا بالقلب، أما النوبة القلبية فتفعل ذلك.

وتحدث الذبحة الصدرية نتيجة انخفاض مؤقت في معدل الدم المتدفق إلى عضلة القلب، بينما النوبة القلبية تنجم عن انخفاض تدفق الدم فترات طويلة بسبب الذبحة غير المستقرة، ما يؤدي إلى تلف عضلة القلب تدريجيًا بصورة دائمة.

هل الذبحة الصدرية تسبب الوفاة؟

نعم، الذبحة الصدرية غير المستقرة إذا لم تُعالَج سريعًا تزيد من خطر الإصابة بالنوبة القلبية التي تحدث نتيجة انقطاع الإمداد الدموي عن عضلة القلب، ومن ثمَّ موتها.

لذا ينبغي علاج الذبحة الصدرية فورًا عند ملاحظة أعراضها؛ لتجنب مضاعفاتها والحفاظ على صحة القلب.

ما الأمراض التي تُسبب أعراضًا تشابه أعراض الذبحة الصدرية؟

كما ذكرنا مُسبقًا، يُهمل البعض آلام الذبحة اعتقادًا منهم بأنها تنم عن الإصابة بحالات أخرى نظرًا إلى تشابه أعراضهما، وتشمل تلك الحالات ما يلي:

• ارتجاع المريء: يُسبب ألم وحرقة خلف عظمة القص وعادةً ما تخف حدته مع تناول مضادات الحموضة.
• تيبس الكتفين: يؤدي إلى معاناة آلام بالكتف والذراع قد تمتد إلى الصدر.
• الجلطات الرئوية: تحدث بسبب زيادة لزوجة الدم، مما ينتج عنها تجلط الدم بالشريان الرئوي، والشعور بآلام حادة في منطقة الصدر.
• إصابات الرئتين: ينتج عن بعض الإصابات، مثل الالتهابات وانفجار الأكياس الهوائية ألم حاد ومفاجئ في الصدر، مع ضيق شديد في التنفس ويزيد هذا الضيق تدريجيًا مع مرور الوقت.
• السُل: وهو التهاب بكتيري مزمن يُصيب الرئتين ويُسبب ألم بالصدر، وعادةً ما يُصاحبه ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وسعال دموي وفقدان في الشهية.
• الهربس: يُعدّ من الفيروسات التي تُسبب التهابات بالأعصاب الطرفية الممتدة على جدار القفص الصدري من الخارج، لذا ينجم عنه آلام شديدة في محيط الصدر.

متى ينبغي استشارة الطبيب عند مُعاناة آلام الصدر؟

تكمن خطورة آلام الصدر في احتمالية كونها ناجمة عن سبب يُهدد الحياة، مثل الذبحة الصدرية والنوبة القلبية، لذا ينصح بزيارة الطبيب عند معاناة ألم متكرر وحاد خلف عظمة الصدر ويُصاحبه تعرق غزير وغثيان، فقد تُنقذ هذه الزيارة قلب المريض من الإصابة بالجلطة الدموية التي تمنع وصول الدم إلى عضلة قلبه ومن ثمَّ تودي بحياته.

بهذا نكون قد أجبنا عن سؤال كيف تحدث الذبحة الصدرية، ووضحنا الفرق بينها وبين النوبة القلبية، وفي النهاية نوصيك عزيزي القاريء بضرورة استشارة الطبيب فور معاناة أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه لتلقي العلاج المناسب سريعًا؛ حفاظًا على صحة قلبك.