كيفية تشخيص ارتفاع ضغط الدم

يرتفع الضغط جراء تدفق الدم عبر شرايين الجسم بقوة عالية للغاية، مما يزيد الجهد على عضلة القلب فلا تستطيع ضخ الدم إلى جميع الأعضاء والأنسجة بكفاءة تباعًا.

ويُعدّ ارتفاع ضغط الدم من أخطر الأمراض المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وتكمن خطورته في تأخر تشخيصه وعلاجه، إذ يؤدي حينها إلى الإصابة بعديد من الحالات الصحية المُهددة للحياة، ومنها السكتة الدماغية وفشل القلب وأمراض الكلى.

ولهذا يجب تشخيص ارتفاع ضغط الدم مُبكرًا لتلقي العلاج المناسب الذي يُسهم بفعالية في تفادي مُضاعفاته، فكيف يُمكن تشخيصه؟ هذا ما نناقشه تفصيلًا خلال سطور مقالنا التالي.

كيفية تشخيص مرض الضغط

يعتمد تشخيص مرض الضغط بصورة أساسية على إمكانية قياس ضغط الدم، وفيما يلي نوضح لكم طريقة قياسه.

طريقة قياس ضغط الدم

لقياس ضغط الدم، يضع الطبيب أو الأخصائي رباطًا قابلًا للنفخ حول ذراع المريض، ويقيس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس الضغط والسماعة الطبية.

وتحتوي قراءة ضغط الدم -التي تُقاس بالمليمترات الزئبقية (ملم زئبق)- على رقمين:

• يقيس الرقم الأول (القيمة العُليا) الضغط في شرايين الجسم عندما تنقبض عضلة القلب، لهذا يُعرف بالضغط الانقباضي.
• يقيس الرقم الثاني (القيمة الأدنى) الضغط في الشرايين بين نبضات القلب، ويُطلق عليه الضغط الانبساطي.

متى تُشير قراءات قياس الضغط إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟

بعدما أجبنا عن السؤال “كيف يتم تشخيص الضغط؟” دعونا نوضح لكم إلامَ تُشير قراءات هذا التشخيص.

تنقسم قياسات ضغط الدم إلى أربع فئات رئيسية وفق الجمعية الأمريكية لأمراض القلب كالآتي:

ضغط الدم الطبيعي

يكون ضغط الدم طبيعي أقل من 120/80 ملم زئبق.

ارتفاع ضغط الدم

يُشخص الفرد بارتفاع ضغط الدم عندما يتراوح الضغط الانقباضي ما بين 120 و129 ملم زئبق، والضغط الانبساطي يكون أقل من 80 ملم زئبق.

ويميل ارتفاع ضغط الدم إلى التزايد مع مرور الوقت، ما لم يتخذ المُصاب خطوات فعالة للسيطرة عليه، ويُصنف ارتفاع ضغط الدم إلى مرحلتين، هما:

ارتفاع ضغط الدم المرحلة الأولى

يُصاب الفرد بارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى عندما يصل الضغط الانقباضي إلى 130-139 ملم زئبق، والضغط الانبساطي يتراوح ما بين 80 و89 ملم زئبق.

ارتفاع ضغط الدم المرحلة الثانية

تُعدّ المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم الأكثر خطورة على صحة الشرايين، إذ يرتفع الضغط الانقباضي بنسبة كبيرة حتى يبلغ 140 ملم زئبق أو أكثر، والضغط الانبساطي يصل إلى 90 ملم زئبق.

ورُغم أن كلا الرقمين مهمان في قراءة ضغط الدم، تصير قراءة الضغط الانقباضي بعد سن الخمسين أكثر أهمية، إذ يرتفع في حين أن الضغط الانبساطي يظل طبيعيًا (أقل من 80 ملم زئبق)، وعادةً ما يشيع هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا.

ولتأكيد التشخيص بمرض الضغط، يأخذ الطبيب المعالج من قراءتين إلى ثلاث قراءات لضغط الدم في ثلاثة مواعيد منفصلة أو أكثر، إذ يتفاوت ضغط الدم عادةً على مدار اليوم، وقد يرتفع في أثناء زيارات الطبيب بسبب التوتر والخوف.

ما الاختبارات الواجب إجرائها على مرضى الضغط المرتفع؟

بعد تأكيد تشخيص الضغط العالي، ينبغي للمريض إجراء بعض الفحوصات الطبية بانتظام، للاطمئنان على صحة القلب والكليتين وغيرهم من الأعضاء الحيوية التي تتأثر بارتفاع ضغط الدم، وتتضمن هذه الفحوصات ما يلي:

• التحاليل المعملية، وتتضمن تحليل البول واختبار الكوليسترول، إضافة إلى تحاليل هرمون الغدة الدرقية.
• رسم القلب الذي يُبين عدد ضربات القلب، ومدى تأثير الضغط في عضلة القلب.
• التصوير بالموجات الصوتية للتحقق من وجود أعراض بعض أمراض القلب، مثل أمراض الشريان التاجي التي تظهر في صورة حركة انقباضية غير طبيعية لجزء أو أكثر من أجزاء القلب، وكذلك يُظهر هذا الفحص التضخم في البطين الأيسر والذي يحدث نتيجة زيادة المقاومة في الشرايين لدى المرضى المُصابين بالضغط المرتفع لفترات طويلة دونَ تلقي العلاج الملائم لحالتهم.
• فحص قاع العين، بما يتضمن الشبكية وهو من أهم الفحوصات الواجب على مرضى الضغط المرتفع إجرائها من حين لآخر.
• فحص الكلى والشرايين المغذية لها عن طريق التصوير الموجات الصوتية للبطن والقسطرة، للكشف عن مواضع الضيق بالشريان الكلوي في حال تفاقم مرض الضغط.

كيفية قياس ضغط الدم في المنزل

قياس وتسجيل ضغط الدم بالمنزل من الطرق المهمة للتأكد من فعالية علاج ضغط الدم الموصوف للمريض ومتابعة تطور مرض الضغط.

وتُعد أجهزة قياس ضغط الدم في المنزل متوفرة على نطاق واسع وغير مكلفة إطلاقًا، إضافة إلى ذلك أتاح وجود الأجهزة الرقمية للمرضى قياس الضغط دونَ مجهود أو تدريب مُسبق، فعادةً لا يتطلب استخدامها سماعة طبية مثل الأجهزة الزئبقية الموجودة في عيادة الطبيب أو المركز الطبي.

تنويه: قياس ضغط الدم في المنزل ليس بديلًا عن زيارات الطبيب، فقد يكون هناك بعض الأخطاء فى قياس ضغط الدم بالمنزل، لذا يُنصح أحيانًا بأخذ الجهاز للطبيب في بعض الزيارات للتأكد من سلامة الجهاز ومطابقة قراءات الجهاز المنزلي بجهاز العيادة.

وفي ختام مقالنا الذي أجبنا خلاله عن السؤال “كيف يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم؟” نُوصيك عزيزي القاريء بقياس ضغط الدم مرة كل عام إذا كان عمرك يتراوح ما بين 18-39 عامًا، إذ تزداد نسبة الإصابة بمرض الضغط مع التقدم في العمر.

ومن الأفضل المُتابعة مع أطباء متخصصين في أمراض القلب إذا كان لديك تاريخ عائلي مرضي للإصابة بمرض الضغط وتُعاني من السمنة المفرطة، ومن أفضل هؤلاء الأطباء الدكتور أحمد حلمي عمر -أستاذ جراحة القلب والصدر-.

فهيا بادر الآن بحجز موعدك مع الدكتور أحمد حلمي، من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.