تُعد أمراض القلب من المشكلات الصحية التي تتطلب دقة في التشخيص والعلاج، ومع التقدم الطبي أصبح منظار القلب خيارًا فعالًا للكثير من الحالات، إذ يتيح هذا الإجراء تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا فعالًا بأقل قدر من التدخل الجراحي، ما يسهم في تقليل فترة التعافي مقارنة بالجراحة التقليدية.
في هذا المقال، سنتعرف إلى ماهية منظار القلب وكيفية إجرائه والمخاطر التي قد تترتب عليه بالإضافة إلى مدة التعافي المتوقعة بعد العملية.
ما هو منظار القلب؟
منظار القلب إجراء طبي طفيف التوغل، يُجرى عبر إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا وأدوات جراحية دقيقة من خلال شقوق صغيرة في الصدر، ما يتيح للأطباء
- تقييم وظائف القلب بدقة وتحديد العلاجات المناسبة وفقًا لحالة كل مريض.
- إجراء بعض التدخلات العلاجية دون الحاجة إلى فتح الصدر بالكامل، ومنها:
- إصلاح صمامات القلب.
- إغلاق الثقوب القلبية.
- تصحيح اضطرابات النبض.
يتميز هذا الإجراء بقدرته على تقليل المضاعفات المحتملة وتسريع فترة التعافي مقارنة بالجراحة التقليدية.
كيف تُجرى جراحة القلب بالمنظار؟
تُجرى الجراحة تحت تأثير التخدير العام، إذ يُدخل الطبيب الأدوات الجراحية من خلال شقوق صغيرة، ويوجهها باستخدام كاميرا دقيقة تنقل صورًا مباشرة للقلب على شاشة عرض، لضمان دقة الإجراء، وبعد الانتهاء تُغلق الشقوق بوسائل طبية متطورة.
ويتميز هذا النوع من الجراحات بمزايا عديدة، منها:
- تقليل فقدان الدم أثناء العملية.
- الحد من مخاطر العدوى.
- تقليل الألم والندبات الجراحية.
- قصر فترة الإقامة في المستشفى مقارنة بالجراحة التقليدية.
- قصر فترة التعافي ما يساهم في تسريع العودة إلى الحياة الطبيعية.
كم تستغرق عملية منظار القلب؟
تتراوح مدة عملية منظار القلب ما بين ساعتين إلى أربع ساعات وفقًا لعدة عوامل منها:
- مدى تعقيد الحالة.
- خبرة الجراح.
- مدى استجابة المريض للتخدير.
وعلى الرغم من أن العملية نفسها تُعد أسرع من الجراحة التقليدية، إلا أن التحضيرات السابقة لها والفحوصات الطبية قد تحتاج إلى بعض الوقت.
الاستعداد لجراحة منظار القلب
قبل الخضوع لجراحة منظار القلب، من الضروري اتخاذ بعض الاحتياطات لضمان نجاح العملية وتقليل المخاطر المحتملة، يشمل ذلك:
- إجراء الفحوصات الطبية مثل تخطيط كهربية القلب والتصوير بالموجات فوق الصوتية، للتأكد من جاهزية القلب للجراحة.
- التوقف عن تناول بعض الأدوية -خاصةً مميعات الدم- قبل العملية بفترة يحددها الطبيب.
- الصيام لمدة 6-8 ساعات قبل العملية لتجنب أي مضاعفات أثناء التخدير.
- الإقلاع عن التدخين قبل الجراحة بفترة كافية، إذ يُساعد ذلك على تحسين وظائف القلب والرئتين بعد العملية.
الالتزام بهذه التوصيات يضمن مرور العملية بسلاسة ويُسهم في تعافي المريض بطريقة أسرع وأفضل.
أضرار ومخاطر منظار القلب
على الرغم من أن منظار القلب يُعد تقنية آمنة، إلا أنه قد يحمل بعض المخاطر مثل:
- احتمالية حدوث نزيف أو تجلطات دموية.
- الإصابة بالتهابات في موضع الجراحة.
- اضطرابات مؤقتة في نبض القلب.
- الشعور بألم في الصدر أو الإرهاق بعد العملية.
- تغيرات مؤقتة في وظائف التنفس بسبب تأثير التخدير.
ولكن بفضل التقدم الطبي والمتابعة الدقيقة بعد العملية، يمكن السيطرة على مخاطر وأضرار منظار القلب وتقليل فرص حدوثها بصورة كبيرة، مما يجعل منظار القلب خيارًا آمنًا وفعّالًا مقارنةً بالجراحة التقليدية.
كم من الوقت يستغرق التعافي من جراحة القلب بالمنظار؟
رُغم اختلاف فترة التعافي بين المرضى تبعًا للسن والحالة الصحية ومدى الالتزام بالتعليمات، يتمكن معظمهم من استئناف الأنشطة اليومية خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، بينما قد يستغرق الشفاء التام حوالي 6 إلى 8 أسابيع.
وللتعافي سريعًا يُنصح المرضى خلال هذه الفترة بما يلي:
- الالتزام بتعليمات الطبيب.
- تجنب المجهود البدني الشاق.
- اتباع نمط حياة صحي لتعزيز التعافي بصورة أسرع.
- ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن.
- الامتناع عن التدخين لتسريع التعافي وضمان استقرار الحالة الصحية.
الخلاصة، يُعد منظار القلب أحد الحلول الطبية المتقدمة التي توفر بديلًا آمنًا وفعالًا لجراحات القلب المفتوحة، ما يساعد المرضى على الشفاء بسرعة مع تقليل المضاعفات.
إذا كنت من المقبلين على هذا الإجراء، فمن الضروري استشارة طبيب متخصص ذو خبرة واسعة لتقييم حالتك الصحية واتخاذ القرار المناسب لضمان أفضل النتائج الممكنة، ويُعد الدكتور أحمد حلمي -أستاذ جراحة القلب في كلية الطب عين شمس- من أبرز الأطباء في هذا المجال،
لحجز استشارة لدى الدكتور أحمد يمكنك التواصل من خلال الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني.
0 Comments