تؤثر الإصابة بالذبحة الصدرية في طبيعة حياة المريض بصورة يستحيل معها أن يمارس حياته بصورة طبيعية، بالإضافة إلى أن المريض يكون أكثر عرضة من غيره لمضاعفات الذبحة الصدرية أو الإصابة بالنوبات القلبية أو الوفاة، لذا يُعد علاج الذبحة الصدرية أمرًا ضروريًا لا يمكن تجاهله.
في حالة وجود الذبحة الصدرية المستقرة يمكن علاج المريض ببروتوكول متدرج على حسب شدة اصابة شرايين القلب، أما في حالات الذبحة غير المستقرة أو النوبة القلبية، فيجب أن يتلقى المريض علاج فوري، فهل من علاج سريع للذبحة الصدرية؟ وكيف نتعامل معها؟
علاج سريع للذبحة الصدرية
عند الشعور بألم مفاجئ في الصدر نتيجة الذبحة الصدرية، يجب التصرف بسرعة للحد من تطور الأعراض.
يُوصي الأطباء في البداية بالتوقف عن أي مجهود بدني والجلوس في وضعية مريحة مع التركيز على التنفس العميق لعلاج الذبحة الصدرية وتخطيها، كما أن هناك بعض العلاجات السريعة التي يمكن اعتمادها، مثل:
النيتروغليسرين
غالبًا ما يُستخدم النيتروغليسرين كعلاج سريع لتوسيع الأوعية الدموية، مما يسمح بزيادة تدفق الدم إلى القلب، وبالتالي يخف شعور المريض بالألم خلال دقائق.
يُوضع قرص من الدواء تحت اللسان لضمان امتصاصه سريعًا، لكن في حالة استمرار الألم بعد الجرعة الأولى، يمكن تناول جرعة إضافية بعد خمس دقائق.
توجيهات أخرى هامة
شرب كوب من الماء قد يساعد في تهدئة الجسم، ولكن لا يجب الاعتماد عليه كعلاج رئيسي. إذا لم يختفِ الألم خلال 15 دقيقة بعد استخدام النيتروغليسرين، يجب الاتصال بالطوارئ فورًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على نوبة قلبية.
يمكن أيضًا استخدام الأسبرين بجرعة منخفضة لتقليل خطر تجلط الدم وتحسين تدفقه إلى القلب.
أما في الحالات التي تتكرر فيها الذبحة الصدرية، فقد يكون العلاج طويل الأمد ضروريًا باستخدام الأدوية أو غيرها من الطرق حسب الحالة.
العلاج الدوائي للذبحة الصدرية
ينبغي للجميع معرفة علاج سريع للذبحة الصدرية للتعامل مع الذبحة في حال التعرض لها لأول مرة، ولكن في حال تكرار الأمر يجب أن نعرف طرق العلاج التي يلتزم عليها المريض في نمط حياته، وأهم هذه الطرق هي الأدوية.
هناك العديد من الأدوية التي قد يصفها الطبيب كإجراء روتيني حتى لا يتعرض المريض إلى الذبحة الصدرية مجددًا، وتشمل أهم هذه الأدوية:
أدوية توسيع الأوعية الدموية
تُعد أدوية توسيع الأوعية الدموية الأدوية الأهم لعلاج الذبحة الصدرية وقصور الشرايين التاجية، وتعرف هذه الأدوية بالنيترات، وهي تعمل على تمدد الشرايين وبالتالي زيادة كمية الدم لعضلة القلب وتقليل الأعراض.
ويمكن تناولها للعمل بصورة سريعة كما وصفناها سابقًا، أو تستخدم بصورة ممتدة المفعول للسيطرة على آلام الصدر.
ومن المعروف عن هذه الأدوية أنها تسبب الصداع نتيجة تمدد شرايين المخ، ورغم أنه عرض مزعج للمريض لكنه دليلًا على فعالية العلاج وتوسع وتمدد جدار شرايين الجسم ومنها القلب.
أدوية منع التجلط
وهي مجموعة من الأدوية التي تقلل من تجمع الصفائح الدموية و تقاربها من بعضها (الخطوة الأولى في تكوين جلطة الدم)، ولذلك تسمى بمضادات الصفائح الدموية، ويمكن للمريض أن يتناول نوعًا واحدًا أو اثنان على حسب حالته.
حاصرات مستقبلات البيتا
مستقبلات البيتا هي مجموعة من المستقبلات الموجودة على جدار الخلايا القلبية والتي تستجيب لبعض المواد الهرمونية في الجسم المسؤولة عن ضربات القلب وضغط الدم.
استخدام حاصرات البيتا يقلل من عمل هذه الهرمونات وبالتالي ينخفض معدل ضربات القلب وتقل حاجة القلب للدم وكذلك تعمل على استرخاء جدران الأوعية الدموية و تقلل نسبة حدوث الذبحة الصدرية.
الأدوية المخفضة لمستوى الكوليسترول والدهون بالدم
هي مجموعة من الأدوية تعرف باسم “الستاتين” و تعمل على خفض نسب الكوليسترول والدهون بالدم بتقليل تصنيعهم وزيادة امتصاص الدهون من الأنسجة، وبالتالي تقلل ترسبها على جدار الشرايين التاجية وتقلل أعراض الذبحة الصدرية.
حاصرات قنوات الكالسيوم
قنوات الكالسيوم في جدار الشرايين تزيد من دخول مادة الكالسيوم للنسيج العضلي بجدار الشرايين وبالتالي تزيد من انقباضها، و استخدام حاصرات قنوات الكالسيوم يقلل من هذه العملية ويعمل على تمدد الشرايين واتساعها و زيادة كمية الدم لعضلة القلب وتقليل أعراض الذبحة الصدرية.
أدوية خفض الضغط المرتفع
تستخدم لتقليل الضغط اذا كان المريض يعاني من الضغط العالي والذي يزيد من مقاومة الشرايين وتقليل الدم المتدفق خلالها، وتوجد مجموعة كبيرة من أدوية الضغط يتم اختيارها على حسب حالة المريض.
العلاجات التداخلية للذبحة الصدرية
في حالة وجود ترسبات في جدار الأوعية الدموية ووجود تضيق أو انسداد بنسبة كبيرة بالشرايين التاجية يجب التدخل لضمان سريان الدم و تروية عضلة القلب للحفاظ على وظيفتها وعدم الإضرار بها وتكون هذه التدخلات فى صور مختلفة على حسب نسبة الضيق أو الانسداد، ويتحتم التدخل في الضيق إذا كان أكثر من 50٪ من قطر الشريان. ومن هذه التدخلات:
استخدام القسطرة العلاجية للتوسيع بالبالونة و إمكانية وضع دعامات.
يتم ادخال القسطرة من شريان الفخذ أو الذراع والوصول الى الشريان المتضيق وادخال بالون صغيرة ونفخها في مكان الضيق لتسبب الاتساع في هذا المكان وفي بعض الأحيان يتم وضع دعامات ذات جدار غير قابل للانكماش في مكان الضيق لمنع حدوثه مرة أخرى ويوجد العديد من أنواع الدعامات المستخدمة يتم اختيارها على حسب حالة المريض ونسبة الضيق.
جراحة ترقيع الشرايين التاجية
وتعرف أيضا بعملية زرع الشرايين التاجية أو عملية تغيير مسار الشرايين التاجية وتستخدم في حالات عدم إمكانية وضع الدعامات بالقسطرة.
يتم تخطي مكان الضيق بالشريان وعمل زرعة أو وصلة شريانية أو وريدية على شريان القلب التاجي لامداده بمصدر جديد للدم لضمان تدفق الدم لعضلة القلب والحفاظ عليها وتقليل نسبة المضاعفات من الذبحة الصدرية وتقليل نسب الأعراض ونسب الوفاة.
العلاج الوقائي من الذبحة الصدرية
الوقاية دائمًا خيرًا من العلاج، لذا فمن المهم معرفة كيفية الوقاية من الذبحة الصدرية، خاصة الحالات المحتمل إصابتها بهذه المشكلة م كبار السن أو المدخنين.
يتمثل العلاج الوقائي في تغيير أنماط الحياة الى أنماط صحية عبر التوجيهات التالية:
- التحكم الجيد بسكر وضغط الدم عن طريق الأدوية.
- التحكم في نسبة الكوليسترول والدهون بالدم.
- التوقف عن التدخين نهائيا.
- التحكم بالسمنة وفقدان الوزن بحمية صحية.
- تناول الدهون المشبعة بالقدر الغير ضار.
- تناول الفواكه والخضراوات والحبوب.
- ممارسة رياضة بدنية بسيطة مناسبة لحالة المريض تحت الإشراف الطبي.
- الاسترخاء في أثناء العمل في فترات الراحة.
- أخذ أقساط كافية من النوم.
- البعد عن التوتر والقلق النفسي واستخدام المهدئ إذا لزم الأمر.
متى تزول أعراض الذبحة الصدرية؟
تعتمد مدة استمرار أعراض الذبحة الصدرية على نوعها ومدى استجابة الجسم للعلاج.
في الذبحة الصدرية المستقرة، عادةً ما تختفي الأعراض خلال دقائق بعد الراحة أو استخدام النيتروغليسرين.
أما في الذبحة غير المستقرة، فقد تستمر الأعراض لفترة أطول، وتكون أكثر حدة، وقد لا تختفي بسهولة حتى مع استخدام الأدوية. في هذه الحالة، يحتاج المريض إلى عناية طبية عاجلة لتقييم حالته ومنع حدوث نوبة قلبية.
بعض الأشخاص يعانون نوبات متكررة من الذبحة الصدرية رغم تناول الأدوية، مما يستدعي تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي، والإقلاع عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.
ويظل من المهم في النهاية أن يستشير المريض الطبيب عن حالته تحديدًا ويسأله عن هل يمكن الشفاء من الذبحة الصدرية بصورة نهائية.
هل جراحة ترقيع الشرايين التاجية خطيرة؟
تُعد جراحة ترقيع الشرايين التاجية من العمليات الكبرى، لكنها تُجرى بصورة روتينية في العديد من المستشفيات حول العالم، مما يجعلها آمنة نسبيًا عند إجرائها بواسطة فريق طبي متخصص.
تعتمد درجة الخطورة على عدة عوامل، منها عمر المريض، والحالة الصحية العامة، ومدى تقدم أمراض القلب لديه.
وتشمل المضاعفات المحتملة:
- النزيف.
- العدوى.
- الجلطات الدموية.
- اضطرابات نظم القلب.
إلا أن نسبة حدوث هذه المضاعفات منخفضة جدا، وهناك العديد من الطرق للتعامل معها بفعّالية في حال وقوعها.
ما نسبة نجاح جراحة ترقيع الشرايين التاجية؟
تُعد جراحة ترقيع الشرايين التاجية من أكثر عمليات القلب نجاحًا، إذ تتراوح نسبة نجاحها ما بين 85% إلى 98%، اعتمادًا على حالة المريض ونمط حياته بعد الجراحة.
الغالبية العظمى من المرضى يشعرون بتحسن كبير في أعراض الذبحة الصدرية وقدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية، كما أن تأثير العملية يستمر لفترات طويلة، خاصة عند الالتزام بنمط حياة صحي يشمل التوجيهات الطبية الوقائية المذكورة سابقًا.
في بعض الحالات النادرة، قد يحدث انسداد في الشرايين المزروعة بعد سنوات، مما يستدعي المتابعة الدورية واتخاذ تدابير إضافية للحفاظ على صحة القلب.
هل الحزن يسبب الذبحة الصدرية؟
قد يؤدي الحزن الشديد إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، مما يؤدي إلى تضيق الشرايين وتقليل تدفق الدم إلى القلب، ويسبب آلامًا مشابهة للذبحة الصدرية أو حتى يفاقم الأعراض لدى من يعانون أمراض القلب.
بعد الإشارة إلى علاج سريع للذبحة الصدرية وكيفية التعامل معها، ننوه في النهاية إلى أن البحث عن علاج للذبحة الصدرية لا يقتصر على إيجاد دواء سريع يخفف الألم، وإنما يتطلب من المريض الالتزام بنمط حياة معين يقيه من تكرار النوبات وتفاقم حدتها.
وتظل الخطوة الأهم دائمًا حتى بعد تناول الأدوية وتجاوز النوبة هي زيارة الطبيب المتخصص والمتابعة معه لضمان الحصول على الرعاية المناسبة.
0 Comments