غلق الثقب بين الأذينين بالمنظار

ثقب القلب الجدارى ما بين الأذينين من أكثر العيوب الخِلقية انتشاراً، والتى يمكن أن تُكتشف فى سن البلوغ. ونتعرف فى هذا المقال عن الطرق غلق الثقب بين الأذينين الجراحية الحديثة -عوضا عن جراحة القلب المفتوح التقليدية- لإغلاق هذا الثقب باستخدام المنظار الجراحى وعدم الحاجة لشق عظمة الصدر.

ماهو الثقب بين الأذينين؟

يتكون القلب من غرفتان علويتان وهما الأذينين وغرفتين سفليتين وهما البطينين، ويوجد حاجز ما بين كل غرفتين، وفي بعض الأحيان يحدث عدم اكتمال التكوين الجنيني في الحاجز الأذيني ما بين الأذينين مما ينتج عنه ثقب بين الأذينين يؤدي إلى اختلاط الدم المؤكسد والدم غير المؤكسد.ويؤدى ذلك إلى انخفاض نسبة الأكسجين بالدم، وزيادة تدفق الدم للرئتين وارتفاع ضغط الشريان الرئوي وما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة.

وقد تثير هذه المعلومات تساؤلات عدة في خاطرك عزيزي القارئ، لعل معظمها يدور حول مدى خطورة وجود ثقب بين الأذينين.

هل الثقب بين الأذينين خطير؟

بالطبع نعم، ولكن تتفاقم الخطورة في حالة واحدة فقط، وهي إهمال المريض طلب الرعاية الطبية ورفضه الخضوع لأساليب العلاج المختلفة.

إذ يُعرضه ذلك إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها:

• ضعف وفشل عضلة القلب خاصة في الجانب الأيمن منه.
• عدم انتظام ضربات القلب.
• زيادة خطر التعرض إلى السكتة الدماغية وفقدان الحياة.

لذلك يعد وجود ثقب بين الأذينين من الأمور التي تستدعي العلاج الفوري؛ حفاظًا على حياة المريض، ولكن ترى هل تستدعي جميع الثقوب الأذينية الخضوع للتدخل الجراحي الفوري؟

متى يغلق ثقب بين الاذينين جراحيًا؟

لحسن الحظ أن 90% من حالات عيب الحاجز الأذيني عند حديثي الولادة لا تستدعي التدخل جراحيًا لإغلاق الثقب؛ إذ يُغلق من تلقاء نفسه مع استمرار نمو الطفل ويحتاج للمتابعة الدورية فقط لدى جراح قلب متمرس.

أما إذا كان حجم الثقب بين الأذينين بعد ولادة الطفل أكبر من المعتاد، ولم يتسنى له الالتئام من تلقاء نفسه خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، حينئذ يكون إغلاقه جراحيًا إجراءًا ضروريًا للحفاظ على حياة الطفل.

مزيد من المعلومات عن طبيعة هذا المرض عند الأطفال تحصلون عليها بزيارة الرابط التالي: هل ثقب القلب عند الرضع خطير؟

أما بالنسبة لحالات ثقب الحاجز الاذيني التي تُشخص في مرحلة البلوغ والشباب، فلا سبيل لعلاجها سوى بالتدخل الجراحي الفوري لإغلاق الثقب بالمنظار، والذي يُعد أفضل الأساليب الجراحية مؤخرًا.

علاج ثقب بين الأذينين بدون شق الصدر

تعتبر هى الطريقة المثلى حاليا حيث يتم فيها اغلاق الثقب بكفائة عالية ونسب أمان ونجاح ممتازة تصل الى 98%، ويتم فيها استخدام المنظار الجراحي وعمل فتحة صغيرة لا تتعدى 5 سم فى الجهة اليمنى من القفص الصدرى بدون الحاجة لشق عظمة القص، وفى هذه الطريقة يتجنب المريض العديد من مضاعفات جراحة القلب المفتوح التقليدية مثل التهابات الجروح والنزيف، بالإضافة الى العودة لممارسة الحياة الطبيعية فى فترة وجيزة لاتتعدى 2 -3 أسابيع.

يقوم الأستاذ الدكتور أحمد حلمى عمر أستاذ جراحة القلب بكلية الطب جامعة عين شمس بمساعد فريق طبى متخصص بإجراء هذا النوع من الجراحات بمعدلات نجاح ممتازة فى العديد من المستشفيات المجهزة بأعلي التقنيات الحديثة اللازمة لإجراء هذا النوع من الجراحات ومن أهم هذه المستشفيات:

• مستشفى عين شمس التخصصى.
• مستشفى القوات الجوية.
• أكاديمية جراحة القلب.
• مستشفى دار الفؤاد.

أقرأ المزيدعن جراحة القلب بالمنظار

ولعل التدخل المحدود في هذا الإجراء يمنح مرضى القلب مميزات عدة مقارنة بعملية القلب المفتوح.

ماهى مميزات علاج ثقب بين الأذينين جرحيًا بالمنظار؟

تنطوي أهم مميزات علاج ثقب الحاجز الاذيني بالمنظار على ما يلي:

• الشكل الجمالى وصغر الجرح وخاصة فى السيدات .

• فترة نقاهة أقل وعودة أسرع لممارسة النشاطات الحياتية مثل الحياة الزوجة وقيادة السيارة والنوم على الجانبين حيث يعود المريض لكامل اللياقة بعد أسبوعين من إجراء الجراحة.
• عدم الحاجة لارتداء الحزام الصدري أو النوم علي الظهر.

• عدم التعرض لآلام الجراحة التقليدية.
• أقل تعرضا للنزيف.

• فترة تواجد قصيرة فى الرعاية حوالي 12 إلى 24 ساعة.
• فترة تواجد قصيرة فى المستشفى حوالى 3 أيام بعد الجراحة.
• أقل تعرضا للالتهابات الجروح بعد العملية.
• المحافظة على القفص الصدرى ليعمل بكفاءة.
• تجنب مضاعفات شق عظمة الصدر مثل عدم الثبات.

واستكمالًا لحديثنا عن علاج ثقب بين الأذينين، نجد أن الظروف الصحية المتباينة قد تقود بعض المرضى إلى الخضوع لأساليب أخرى لعلاج الثقب غير المنظار.

طرق علاج الثقب الجداري بين الأذينين

قد تشمل الأساليب الأخرى لعلاج الثقب بين الأذينين ما يلي:

• غلق الثقب عن طريق القسطرة: من الأساليب الفعالة في غلق الثقوب صغيرة الحجم، إذ تتمكن السدادة المُستخدمة عن طريق القسطرة من الالتصاق مكان الثقب، ويوجد نوعين من هذه السدادات يُحدد الطبيب المناسب منها تبعًا لحالة كل مريض.
• غلق الثقب عن طريق جراحة القلب المفتوح: وذلك في الحالات التي لا يمكن إغلاق الثقب فيها عن طريق المنظار، وتكون الطريقة الوحيدة للوصول للقلب حينئذ هي شق الصدر واستخدام ماكينة القلب الصناعي و غلق الثقب باستخدام رقعة طبيعية من غشاء التامور المحيط بالقلب، وفى بعض الأحيان يُغلق الثقب بغرز جراحية دون الحاجة لرقعة. ومع تطور التقنيات الجراحية تراجعت هذه الطريقة لتصبح جراحات التدخل المحدود والمناظير هى الطريقة المثلى.

إلى هنا يكون قد انتهى حديثنا عن علاج ثقب بين الأذينين بمختلف الأساليب الجراحية ومزايا وعيوب هذه الأساليب، يمكنكم معرفة مزيد من المعلومات عن الأسباب وعوامل الخطر التي تزيد فرص تعرض المرضى لثقب الأذينين وأشهر الأعراض التي تظهر عليهم حينئذ من خلال متابعة الفقرات القادمة.

أسباب الثقب بين الأذينين

لا يوجد سبب مباشر للإصابة بثقب الحاجز الأذيني، لكن أثبتت بعض الدراسات ارتباط هذا المرض ببعض لعوامل الخطر، لعل أهمها:

• حمل المرأة فى سن متقدم.
• زواج الأقارب.
• بعض التغيرات الجينية أثناء الحمل.
• جزء من المتلازمات الوراثية.
• التدخين وإدمان الكحوليات أثناء الحمل.
• الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.
• بعض أمراض المناعة مثل الذئبة الحمراء.

ما هي أعراض الثقب بين الأذينين؟

يمكن أن يبقى الثقب بين الأذينين بدون أعراض لفترة طويلة قد تصل لمرحلة بلوغ المريض.

وترتبط الأعراض بحجم الثقب، فكلما زاد حجمه تتفاقم الأعراض نتيجة زيادة اختلاط الدم بين الأذينين، وعليه تظهر زيادة أعراض نقص الأكسجين واحتقان الرئة، ومن أهم الأعراض:

• الالتهابات الرئوية المتكررة.
• أعراض الإلتهاب بجدار القلب مثل الحمى وفقدان الوزن.
• صعوبة فى التنفس التى تزداد مع الوقت.
• أعراض جلطات القلب مثل السكتة الدماغية.
• الشعور بالتعب والإرهاق مع بذل المجهود.
• سرعة ضربات القلب وعدم انتظامها.
• أعراض تضخم وفشل الجهة اليمنى من القلب مثل التورم والاستسقاء بالبطن.
• السكتة القلبية المفاجئة وفقدان الوعي.

من خلال ذكرنا لهذه الأعراض نجد أنها معقدة قليلًا وتتشابه مع أعراض كثير من الأمراض التي تصيب القلب، لذلك يستدعي تشخيصها إخضاع المريض لعدد من الفحوصات الضرورية.

كيفية تشخيص الثقب الجدارى بين الأذينين؟

الأعراض وتوقع الثقب: من أهم وسائل التشخيص حيث يوجد العديد من العلامات الإكلينيكية الدالة على وجود الثقب.

أشعة الصدر العادية: والتى تظهر العديد من العلامات مثل تضخم الجهة اليمنى من القلب، واحتقان الرئة.

رسم القلب: من الوسائل الهامة لإظهار اضطرابات نظم القلب الكهربية المصاحبة لثقب القلب.

الإيكو أو الموجات الصوتية العادية أو بمنظار البلعوم على القلب: الوسيلة الأساسية للتشخيص ويتم فيه وصف مكان الثقب وحجمه ووجود حواف للثقب يمكن من خلالها غلق الثقب عن طريق القسطرة، بالاضافة الى اظهار مكان الثقب بالتحديد وعلاقته بالأوردة الرئوية الأربعة والوريد الأجوف العلوي والسفلي، بالاضافة الى قياس ضغط الشريان الرئوى ووظيفة الجهة اليمنى من القلب لتحديد امكانية غلق الثقب وتحديد نسب نجاح وخطورة الإجراء العلاجي.

قسطرة الجهة اليمنى من القلب: لتحديد نسبة تشبع الدم بالأكسجين فى القلب، وقياس ضغط الأذين و البطين والشريان الرئوى.

الرنين المغناطيسي على القلب: تعطى جميع التفاصيل الخاصة بالثقب مثل الحجم والوصف التفصيلي، وكذلك قياسات القلب الديناميكية أثناء الانقباض، وحجم ووظيفة القلب. بالرغم من ذلك لا يتم الاعتماد عليها لإمكانية الحصول على هذه المعلومات بطرق أبسط.

اقرأ المزيد: الفحوصات اللازمة لتشخيص أمراض القلب

بنهاية مقالنا عن عيب الحاجز الأذيني، نتمنى أن نكون قد أجبنا عن جميع استفساراتكم الخاصة بهذا المرض وأساليب علاجه، ويمكنكم عرض المزيد منها عند زيارة الدكتور أحمد حلمي أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب.