يُعد مرض تصلب الشرايين من أبرز المشكلات الصحية التي تؤثر في الأوعية الدموية، وقد يتطور هذا المرض بصمت على مدار سنوات دون ظهور أعراض واضحة، ما يجعله تهديدًا خفيًا للصحة.
وفي هذا المقال، سوف سنتعرض بالتفصيل أسباب تصلب الشرايين، والأعراض التي قد تنذر بوجوده، وأساليب التشخيص والعلاج التي تساعد على السيطرة عليه والوقاية من مضاعفاته الخطيرة.
[showlibraryitem id=”242606″]
ما هو مرض تصلب الشرايين؟
يحدث التصلب الشرياني عندما يفقد الشريان مرونته الطبيعية ويصبح أكثر سماكة، نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول والصفائح الدموية على جداره الداخلي، ما يسبب ضيق الشريان ويقل تدفق الدم، ويرتبط التصلب الشرياني بعدد من المضاعفات الخطيرة منها النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
أسباب تصلب الشرايين
تحدث أمراض تصلب الشرايين بسبب تراكم ترسبات الدهون على جدرانها مع مرور الوقت، وتوجد عدة عوامل تسرع من هذه العملية، وأبرزها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- التدخين.
- السمنة.
- أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء.
أعراض مرض تصلب الشرايين
غالبًا لا تظهر أعراض تصلب الشرايين حتى يحدث تضييق شديد أو انسداد في الشرايين، وتعتمد الأعراض على الشريان المصاب كما يلي:
تصلب شرايين القلب (الشرايين التاجية)
عندما تتصلب الشرايين التاجية، يمكن أن تظهر الأعراض التالية:
- ألم في الصدر (الذبحة الصدرية)
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضيق التنفس بسبب ضعف ضخ الدم إلى الرئتين.
- تورم الساقين والجسم بسبب ارتشاح السوائل.
تصلب شرايين المخ (الشريان السباتي)
قد يؤدي تصلب الشريان السباتي إلى:
- تنميل في الوجه أو الأطراف.
- صعوبة في التحدث أو الفهم.
- فقدان مؤقت أو دائم للرؤية.
- السكتة الدماغية نتيجة توقف تدفق الدم إلى الدماغ.
تصلب شرايين الأطراف
يسبب تصلب شرايين الأطراف نقص تدفق الدم في الجزء السفلي من الجسم مؤديًا إلى ما يلي:
- ألم في الساقين عند المشي أو بذل مجهود.
- ضعف عضلات الأطراف وسقوط شعر الجلد.
- تقرحات جلدية.
- ضعف الانتصاب لدى الرجال.
تصلب شرايين الكلى
يسبب تصلب شرايين الكلى ارتفاع ضغط الدم، وتدهور وظائف الكلى، ما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
كيفية تشخيص مرض تصلب الشرايين
يتطلب تشخيص أمراض تصلب الشرايين إجراء عدة فحوصات طبية، تشمل:
- الفحص البدني لتقييم الأعراض مثل سماع صوت النبض أو صوت تدفق الدم في الشرايين المتضيقة.
- فحوصات الدم لقياس نسبة السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية، إلى جانب وظائف الكلى وإنزيمات القلب.
- الموجات فوق الصوتية (الدوبلر) لتحديد سرعة تدفق الدم في الشرايين وكشف أماكن الضيق.
- رسم القلب بالمجهود تقييم تدفق الدم إلى عضلة القلب في أثناء النشاط البدني.
- القسطرة القلبية لفحص الشرايين التاجية وتحديد مدى الانسداد.
- الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للحصول على صورة تفصيلية للشرايين المصابة.
كيفية علاج تصلب الشرايين
يهدف علاج تصلب الشرايين إلى تقليل تفاقم المرض والوقاية من المضاعفات، ويشمل:
- تغييرات في نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي.
- تناول الأدوية المخفضة للكوليسترول وأدوية ضغط الدم وأدوية سيولة لمنع تكون الجلطات.
- الإجراءات التداخلية والجراحية في الحالات المتقدمة، مثل توسيع الشرايين بالبالون وتركيب الدعامات، أو جراحة تحويل مسار الشرايين (جراحة المجازة).
طرق الوقاية من تصلب الشرايين
يمكن تقليل خطر الإصابة بـ التصلب الشرياني من خلال اتباع بعض العادات الصحية، ومنها:
- الإقلاع عن التدخين وتناول الكحوليات التي تؤثر سلبًا في صحة الأوعية الدموية.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه، مع تقليل الدهون المشبعة والسكريات.
- التحكم في مستوى السكر والكوليسترول في الدم من خلال الفحوصات الدورية وتناول الأدوية بانتظام.
- الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية من خلال اتباع نمط حياة صحي واستخدام الأدوية عند الحاجة.
- الحفاظ على وزن صحي لتجنب الضغط الزائد على الأوعية الدموية.
- ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي أو السباحة لتحسين الدورة الدموية وتقليل مخاطر تصلب شرايين القلب.
الخلاصة…
يحدث مرض تصلب الشرايين تدريجيًا نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين، وهو من الأمراض المزمنة التي قد تؤثر في صحة القلب والدماغ وغيرهم من الأعضاء الحيوية في الجسم.
ويمكن الوقاية منه أو تأخير تقدمه والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، من خلال تبني نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الطبية بصورة دورية.
وأخيرًا، إذا كنت تعاني أي أعراض تشير إلى تصلب الشرايين القلب أو غيره من المضاعفات، فمن الضروري استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.
0 Comments