جلطة الرئة، أو الانصمام الرئوي، من الحالات الصحية التي تشكل تهديدًا خطيرًا للحياة إذا لم يُتعامل معها المريض سريعًا، وتحدث هذه الحالة نتيجة انسداد أحد الأوعية الدموية في الرئة بسبب جلطة دموية تنتقل من مكان آخر من الجسم، مثل الساقين.
قد تكون هذه الحالة ناتجة عن مجموعة من الأسباب والعوامل التي يمكن الوقاية منها في كثير من الأحيان. في هذا المقال، سنلقي الضوء على أسباب جلطة الرئة وكيفية الوقاية منها لتجنب مخاطرها.
[showlibraryitem id=”242606″]
أسباب جلطة الرئة الرئيسية
تتعدد أسباب جلطة الرئة وتختلف من شخص لآخر بناءًا على الظروف الصحية ونمط الحياة. ومع ذلك، يمكن تحديد عوامل رئيسية تساهم بصورة مباشرة في ارتفاع خطر الإصابة بهذه الحالة، ومن هذه الأسباب:
الجلوس لفترات طويلة
أحد أبرز أسباب جلطة الشريان الرئوي هو الجلوس أو البقاء في وضعية ثابتة لفترات طويلة، سواء في أثناء السفر لمسافات طويلة بالطائرة أو السيارة، أو العمل المكتبي الذي يستلزم البقاء على الكرسي لساعات متواصلة، إذ تؤدي قلة الحركة إلى تباطؤ الدورة الدموية، مما يزيد من احتمالية تكوّن الجلطات.
التعرض للإصابات أو الخضوع لتدخلات جراحية سابقة
الإصابات الكبيرة أو الخضوع لجراحات يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطة الرئة، ويرجع ذلك إلى أن العمليات الجراحية تتسبب في تغييرات في تدفق الدم وقد تؤدي إلى تكوّن جلطات في الأوردة.
العوامل الوراثية
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة بجلطة الرئة، فإذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بتجلط الدم أو الجلطات الرئوية، فقد يكون الشخص معرضًا لخطر أعلى للإصابة.
الحمل وما بعد الولادة
الحمل يزيد من ضغط الرحم على الأوردة، مما يؤدي إلى إبطاء تدفق الدم فيها، كما أن مرحلة ما بعد الولادة تعد فترة حساسة إذ يكون الجسم في حالة استعداد لتجلط الدم لتجنب النزيف المفرط، مما يرفع احتمالية حدوث الجلطات.
الأمراض المزمنة
بعض الحالات الطبية مثل السرطان وأمراض القلب والسمنة وأمراض التهابات الجهاز التنفسي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطة الرئة، وتؤثر هذه الأمراض ببصورة مباشرة في الدورة الدموية.
التدخين
يعد التدخين من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بجلطة الرئة، لأنه يؤثر في صحة الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية تكوّن الجلطات.
تناول الأدوية
بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والعلاجات الهرمونية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بجلطة الرئة، خاصة لدى النساء اللاتي لديهن عوامل خطر أخرى مثل التدخين أو السمنة.
إذا لم ينتبه المريض إلى أسباب الجلطة الرئوية، فقد تظهر أعراض تشير إلى وجود جلطة في الرئة تستدعي التدخل الطبي الفوري.
الأعراض التي تستدعي الانتباه
من المهم معرفة أعراض الجلطة الرئوية، وتشمل:
- صعوبة مفاجئة في التنفس، والشعور بضيق حاد وغير مبرر عند النفس.
- ألم في الصدر قد يكون شديدًا ويزداد مع التنفس العميق أو السعال.
- تسارع ضربات القلب لمحاولة تعويض نقص الأكسجين.
- السعال المصحوب بالدم، وهو من العلامات الخطيرة التي تشير إلى وجود انسداد كبير في الرئة.
- الدوخة أو الإغماء نتيجة نقص الأكسجين الواصل إلى الدماغ.
في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يجب طلب الرعاية الطبية على الفور.
كيفية الوقاية من جلطة الرئة
الوقاية من جلطة الرئة تبدأ بمعرفة أسباب جلطة الرئة وتجنبها قدر الإمكان، وإليك بعض النصائح الوقائية:
- التحرك بانتظام، فإذا كنت تقضي وقتًا طويلاً جالسًا،حاول الوقوف والتحرك كل ساعة على الأقل.
- ارتداء الجوارب الضاغطة لأنها تساعد على تحسين تدفق الدم في الساقين.
- اتباع نمط حياة صحي عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام وتناول غذاء متوازن يحد من مخاطر الإصابة.
- الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بجلطة الرئة بدرجة كبيرة.
- استشارة الطبيب بشأن الأدوية، فإذا كنت تتناول أدوية تزيد من خطر التجلط، تحدّث مع طبيبك عن الإجراءات الوقائية الممكنة.
لذلك، الالتزام بهذه التعليمات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بجلطة الرئة ويحافظ على الصحة العامة.
خلاصة القول، فهم أسباب جلطة الرئة واتخاذ التدابير الوقائية يعد الخطوة الأساسية لتجنب هذه الحالة الخطيرة والسؤال في المستقبل هل يمكن الشفاء من جلطة الرئة أم لا.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة طبية موثوقة أو مزيد من المعلومات حول جلطة الرئة، يُنصح بالتواصل مع الدكتور أحمد حلمي -أستاذ جراحة القلب ومناظير القلب بكلية طب عين شمس- للحصول على المشورة الدقيقة والإرشادات العلاجية المناسبة لحالتك الصحية.
0 Comments