هل يمكن لحالة طبية أن تؤثر بصورة جذرية في نمط حياتنا دون أن نلاحظها في البداية؟ هذا هو الحال مع تضيق الشريان الرئوي، وهي حالة قد لا يظهر لها أي أعراض واضحة في مراحلها المبكرة.
ضيق الشريان الرئوي هو حالة مرضية تنجم عن انسداد أو تضيق الشريان الرئوي الرئيسي أو أحد فروعه، وهذا التضييق يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى الرئتين، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تختلف شدتها باختلاف درجة التضييق.
في هذا المقال، نستعرض أعراض ضيق الشريان الرئوي بالتفصيل التي تستوجب الانتباه إليها، وكيف يمكن للمريض التعاون مع الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
أعراض ضيق الشريان الرئوي
في الحالات البسيطة من ضيق الشريان الرئوي، حيثُ نسبة التضييق لا تتعدى ال 50% لا يشعر المريض عادةً بأعراض، ولا يحتاج إلى تدخل جراحي لتوسعته، فقط يحتاج إلى إجراء فحوصات دورية لمتابعة تطور الحالة.
أما في الحالات المتوسطة إلى الشديدة تظهر على المريض أعراض ضيق الشريان الرئوي التي تختلف حدتها حسب درجة التضيق، وتتضمن الآتي:
- النفخة القلبية، وهي صوت صفير يمكن سماعه بالسماعة الطبية.
- الشعور بالإرهاق العام والإعياء.
- الشعور بالاختناق في أثناء بذل مجهود بدني.
- ألم الصدر
- فقدان الوعي في بعض الأحيان.
أعراض ضيق الشريان الرئوي عند حديثي الولادة
لا تترددي في استشارة الطبيب المختص إذا ظهرت على طفلكِ أيًا من الأعراض التالية الدالة على ضيق الشريان الرئوي، فالتشخيص والعلاج المبكر لهذا المرض أمر بالغ الأهمية، ومن هذه الأعراض:
- ضيق التنفس، ويظهر بوضوح في عدم قدرة الرضيع على إتمام الرضاعة الطبيعية.
- الإغماء.
- تغيير لون الجلد إلى اللون الأزرق في أثناء صراخ الطفل أو عند بذله مجهود في الرضاعة الطبيعية.
إذا كان طفلك يُعاني منذ الولادة من عيب خلقي أدى إلى الإصابة بضيق الصمام الرئوي فمن المتوقع أن تتطور أعراض ضيق الشريان الرئوي عند الأطفال السابق ذكرها مع تطور النمو.
بينما التضييق البسيط عادة لا يتطور ولا يؤدي إلى ظهور أعراض، ويستطيع الطفل أن يمارس حياته بصورة طبيعية مع ضرورة المتابعة الدورية لدى الطبيب.
اقرأ ايضاً | طرق علاج إرتفاع ضغط الشريان الرئوي
درجات ضيق الصمام الرئوي
تُصنف حالات ضيق الصمام الرئوي إلى عدة درجات بناءً على شدة التضييق ومدى تأثيره في وظائف القلب، وتتراوح هذه الدرجات من خفيفة إلى شديدة وكل درجة تتطلب نهجًا علاجيًا مختلفًا.
وتشمل درجات ضيق الصمام الآتي:
- البسيط، وعادةً لا يسبب أي أعراض أو مشكلات صحية.
- المتوسط، وقد يصاحبه ظهور بعض الأعراض الخفيفة، مثل التعب أو ضيق التنفس عند بذل جهد بدني زائد.
- الشديد، وغالبًا ما يصاحبه أعراض انسداد الشريان الرئوي مثل ضيق التنفس، التعب السريع، زرقة (خاصةً حول الشفاه والأظافر)، وأحيانًا آلام في الصدر.
- الحرج، وهي حالة حرجة تتطلب تدخلًا فوريًا، حيث لا يتدفق الدم إلى الرئتين نهائيًا حال الإصابة به.
تعرف أيضاً | أسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي
كيفية تشخيص ضيق الشريان الرئوي
يُشخَص ضيق الشريان الرئوي عادةً في مرحلة الطفولة، وقد يُكتشف في مراحل عمرية متقدمة، ويُشخص من خلال الفحوصات التالية:
- الكشف الإكلينيكي: يسمع الطبيب صوت صفير عند الكشف على القلب باستخدام السماعة الطبية.
- رسم القلب: يُجرى رسم القلب عن طريق وضع أقطاب كهربائية على الصدر والذراعين والساقين أحيانًا، وهي أقطاب موصلّة بجهاز كمبيوتر يعرض نتيجة الفحص، ويُوضح الكمبيوتر الإشارات الكهربائية في القلب، والتي تعطي إشارة إلى طبيعة نبضات القلب وسُمك العضلة.
- مخطط صدى القلب (الإيكو): يُستخدم تخطيط صدى القلب الموجات الصوتية كي يرى الطبيب القلب وهو ينبض ويضخ الدم، ويستطيع الطبيب من خلال الاختبار ملاحظة طبيعة نبضات القلب وكيفية ضخ الدم من أجل الكشف عن العيوب الخلقية المؤدية إلى ضيق الشريان الرئوي.
- القسطرة القلبية: يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا (قسطرة) في الأوعية الدموية الكبيرة التي تصل إلى القلب، وتُحقن صبغة مرئية تتدفق خلال شرايين القلب من أجل متابعتها بصور أوضح عن طريق الأشعة السينية.
تعرف أيضاً | أسباب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، هل يمكن الشفاء من جلطة الرئة؟
علاج ضيق الشريان الرئوي
بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص ضيق الصمام الرئوي، يستطيع الطبيب تحديد درجة التضييق بدقة، ومن ثم وضع خطة العلاج المناسبة لكل مريض.
وتعالج درجات ضيق الشريان الرئوي المختلفة على النحو التالي:
- البسيط: يُفضل عادة المراقبة المستمرة دون الحاجة إلى تدخل علاجي مباشر، إذ يراقب الطبيب تطور الحالة عن طريق الفحوصات الدورية، مثل تخطيط صدى القلب لتقييم ضغط الشريان الرئوي ووظائف القلب.
- المتوسط: يمكن أن تكون العلاجات الدوائية فعالة، مثل استخدام الأدوية الموسعة للأوعية الدموية الرئوية لتحسين تدفق الدم وتخفيف الضغط على القلب.
- الشديد: قد يحتاج المريض إلى تدخلات جراحية لتوسيع الشريان الرئوي، وإحدى الطرق الشائعة هي توسيع الشريان بالبالون عن طريق إدخال قسطرة مع بالون لتوسيع الجزء الضيق من الشريان.
- في بعض الحالات الحرجة: قد يتطلب الأمر جراحة القلب المفتوح لإصلاح أو استبدال الصمام الرئوي الضيق.
وفي الختام،
إذا ظهرت عليك أو على طفلك أعراض ضيق الشريان الرئوي السابق ذكرها فينبغي التوجه إلى الطبيب من أجل الكشف الإكلينيكي وإجراء الفحوصات اللازمة للتشخيص الدقيق.
ويمكنك الحجز في مركز الدكتور احمد حلمي من خلال الموقع الالكتروني أو من خلال الواتساب.
0 Comments