قد يشعر الإنسان بالقلق العميق حين يُخبره الطبيب بوجود “ارتخاء في صمام القلب”، حتى وإن أكد له أنه أمر شائع، فمجرد ارتباط الأمر بالقلب يكفي لإثارة المخاوف والأسئلة الكثيرة في ذهنه، وأبرزها: هل ارتخاء الصمام الميترالي يسبب الموت؟
في هذا المقال، نأخذ بيدك لفهم هذا التشخيص ومدى خطورته وما إذا كان فعلاً مهددًا للحياة أم لا، وأهم ما يجب معرفته للتعامل معها بوعي واطمئنان.
هل ارتخاء الصمام الميترالي يسبب الموت؟
الإجابة ببساطة أنه لا يسبب الموت، لكن في حالات نادرة قد يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة ويرتبط ذلك بطبيعة الحالة، فارتخاء الصمام الميترالي يعني أن الصمام الذي يفصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر في القلب لا يُغلق بإحكام في أثناء انقباض القلب.
وقد يتسبب الارتخاء أحيانًا في تسرب الدم للخلف من البطين نحو الأذين ويُعرف هذا بـاسم “الارتجاع الميترالي”، وغالبًا ما يكون الارتجاع بسيطًا وغير مقلق، لكن إن كان شديدًا أو ترافق مع اضطرابات في نظم القلب فقد يتطلب متابعة دقيقة لتفادي تطورات قد تكون خطيرة.
ما هي أعراض ارتخاء الصمام الميترالي؟
غالبًا ما يكون ارتخاء الصمام الميترالي بدون أعراض، ويُكتشف صدفة خلال فحص القلب بالسماعة أو الإيكو. ومع ذلك، قد تظهر بعض العلامات عند بعض المرضى، ومنها:
- خفقان القلب أو الشعور بعدم انتظام الضربات.
- ألم في الصدر لا يشبه ألم الذبحة الصدرية.
- الشعور بالدوخة أو نوبات فقدان الوعي.
- ضيق التنفس، خصوصًا عند بذل مجهود.
- التعب العام أو الشعور بالإرهاق غير المبرر.
ظهور أعراض ارتخاء صمام القلب، خاصة إذا كانت مصحوبة بارتجاع ميترالي شديد يتطلب متابعة دقيقة لتقييم مدى تأثير الارتخاء على وظيفة القلب.
تعرف أيضا إلى: الفرق بين ارتجاع وارتخاء الصمام الميترالي
هل نمط الحياة يؤثر في ارتخاء الصمام الميترالي؟
رغم أن ارتخاء الصمام الميترالي في كثير من الحالات لا يتطلب علاجًا طبيًا مكثفًا، إلا أن العناية بنمط الحياة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تخفيف حدة الأعراض وتحسين راحة المريض على المدى الطويل. إليك أبرز التوصيات المتعلقة بنمط الحياة للمصابين بهذه الحالة:
- ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام، ما لم يكن هناك ارتجاع شديد أو توصية طبية بعدم ذلك.
- تجنب التوتر والقلق الزائد؛ لما له من دور كبير في تحفيز الخفقان وزيادة الإحساس بالأعراض.
- عدم تناول المشروبات الغنية بالمنبهات، مثل الكافيين بكميات كبيرة، خاصة لمن يعاني من تسارع ضربات القلب.
- اتباع نظام غذائي صحي، يدعم صحة القلب ويقلل من احتمالية تطور عوامل الخطر الأخرى.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، لدعم توازن الجسم ووظائفه الحيوية.
- الالتزام بالفحوصات الدورية حتى في غياب الأعراض، لمراقبة الحالة والتدخل المبكر عند الحاجة.
الاهتمام بهذه الجوانب لا يُغني عن المتابعة الطبية، لكنه يُعد جزءًا لا يتجزأ من خطة الحياة الصحية التي تساعد المريض على التكيّف بثقة وأمان مع ارتخاء الصمام الميترالي.
وفي الختام، وبعد أن أجبنا على سؤال “هل ارتخاء الصمام الميترالي يسبب الموت؟”، نجد أن الإجابة تُطمئن الغالبية، لكنها تذكّرنا بأهمية المتابعة الطبية والوعي لتجنّب أي مضاعفات محتملة.
ولمزيد من المعلومات حول الخيارات الجراحية والنصائح الطبية المتعلقة بالتعافي بعد ارتخاء الصمام الميترالي، يمكنكم الاطلاع على مقالات مدونة الدكتور أحمد حلمي -أستاذ جراحات القلب والصدر بكلية الطب، جامعة عين شمس-.
كما يمكنكم حجز موعد للفحص الطبي والاستشارة من خلال الأرقام المتوفرة على الموقع الرسمي.
0 Comments